خطاب السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيه،

خطاب السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيه، في افتتاح مؤتمر القمة الثالث للجبهة القومية للصمود والتصدي.
دمشق، 20 / 9 / 1978
( " وفا "، النشرة الاولى،
بيروت، 21 / 9 / 1978،
ص 8 )


أيها الاخوة،

أرحب بالاخوة رؤساء الوفود العربية والوفود المشاركة في هذا المؤتمر، مؤتمر قمة جبهة الصمود والتصدي والموقف الثوري الذي يضطلع به وستضطلع به هذه الوفود على مختلف المستويات.

احيي سورية الثورة،

احيي الشعب السوري البطل،

احيي الرئيس الأسد،

على استضافتهم هذا المؤتمر.

ايها الاخوة،

لا شك أن التاريخ يعيد نفسه حيث نجتمع في دمشق الثورة لنحارب ونتصدي لهذه الهجمة الصهيونية- الإمبريالية برئاسة الولايات المتحدة الاميركية، تماما مثلما اجتمع اجدادنا وهم يتصدون لهجمة صليبية على أرض فلسطين وعلى أرض الامة العربية.

قبل ان ابدأ كلمتي هذه اشكر مرة اخرى اخواني وأشقائي الشعب السوري لهذه الضيافة الكريمة. وأشكر الرئيس الاسد الذي يقود هذه المسيرة بكل ما فيها من مخاطر، وكل ما فيها من آلام، وبما فيها من آمال بالنصر إنشاء الله.

نجتمع ورفائيل ايتان قبل ثلاثة أيام، يعلن وبكل صفاقة أنه يحشد قواته، وتقدر هذه القوات بثلاث فرق، ليجري مناورات في شمال فلسطين والمرتفعات السورية المحتلة.

أن ذلك يعني أنه عقب التوقيع في كامب ديفيد، أسطبل ديفيد، معسكر داوود، ان ايتان أعلن التحرك العسكرى على حدود سورية ولبنان.

أيها الاخوة،

أن المؤامرة متكاملة.

سيادة الرئيس،

منذ فترة والقوات السورية تتصدى لمؤامرة انعزالية في لبنان. أنهم يريدون أن يخلقوا في لبنان كيانا
اسرائيليا جديدا يؤدي نفس الهدف، ويجري في نفس المجرى الذي أوجد من أجله الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتوجيه ضربة لسورية وللثورة الفلسطينية وللبنان العربي التقدمي، ولحركة التحرر العربية التقدمية وأمتنا العربية.

أن ما يحدث في الجنوب اللبناني هو جزء لا يتجزأ مما يحدث في شمال لبنان، حيث تقوم القوات الانعزالية بعملياتها ضد قوات الردع العربية. وهذا يعني أن المؤامرة الانعزالية مستمرة وأن هذا جزء لا يتجزأ من مؤامرة كامب ديفيد.

آسف أن اقول أن القدس قد بيعت، وفلسطين قد بيعت، والحقوق الوطنية لشعب فلسطين قد بيعت بحفنة من رمال سيناء في الوقت الذي لم يجسر فيه حاكم عربي أو قائد عربي أو مسؤول عربي، طوال تاريخنا على الذي أقدم عليه السادات وعلى هذا الذى حدث في كامب ديفيد.

أن الذي أقدم عليه السادات اعتداء على الارض العربية والوطن العربي والكرامة العربية وعلى الوجود العربي وعلى المستقبل العربي وعلى كل القيم والمقدسات.

أيها الاخوة،

أنه اعتداء يشارك فيه عدد من القوى، صهيونية وامبريالية أميركية مع بعض العملاء الذين يتكلمون اللغة العربية، ومن هنا تقع على المؤتمر مسؤوليات جسام، وأن ما يعانيه الاخوة في سورية، مع اخوتهم الحركة الوطنية والتقدمية في لبنان، والاخوة العروبيون في لبنان، مسلمين ومسيحيين، إنما يعانيه بعض اخوتنا الذين يشاركون في هذا المؤتمر، حيث يتم اشغالهم في قضايا ومعارك جانبية لابعادهم عن المشاركة الفعالة في التصدي للمؤامرة الكبيرة، للمؤامرة الامبرياليه- الصهيونية- الرجعية من أجل تركيع المنطقة وتطويعها.

أيها الاخوة،

لابد أن اشير اننا نجتمع في سورية الثورة يجتمع قائد الثورة الجزائرية والثورة الليبية والثورة اليمنية، واجتماعنا هذا يمثل ارادة التحدي والتصدى والصمود في أمتنا العربية.

أننا نقول في هذا المؤتمر لا لمؤتمر كامب ديفيد، لا للاستسلام، لا للانحراف، لا للخيانة، لا للركوع، ونقول نعم للصمود نعم للتصدي نعم للتحدي نعم لانتصار ارادة امتنا العربية.
هذا هو معنى اجتماعنا هنا اليوم في دمشق، وليس كما قال بيتان العرب انه يمثل الدول والجماهير العربية خلال توقيعه على وثائق الذل والخيانة في كامب ديفيد، نقول نحن الذين نمثل جماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج نحن نمثل ارادة الماضي والحاضر والمستقبل لامتنا العربية ونمثل ارادة التحدي في أمتنا العربية.

أن هذا المؤتمر سيكون رأس الرمح لاسترجاع القدس التي فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين من الصليبيين. هذا المؤتمرمعناه اننا سنحرر القدس من هذه الغزوة الصهيونية.

ايها الاخوة،

لقد جاء غورو إلى الارض العربية وقال لقد عدنا يا صلاح الدين واستعمرت فرنسا قسما من الارض العربية، وانكلترا قسما أخر منها، وايطاليا قسما آخر ولكن لقد طرد الاستعمار من الارض العربيه، طرد الفرنسيون من الجزائر والانكليز من عدن والايطاليون من ليبيا.

وسيطرد الصليبيون الجدد من فلسطين. اننا جئنا إلى هذا المؤتمر لنؤكد اننا قادرون على سحق المؤامرة من جميع جوانبها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية.

مهم جدا ما وقعه بيتان العرب. لكن كما لم يستطع بيتان الزام الشعب الفرنسي بالاستسلام فان السادات غير قادر على الزام الامة العربية على قبول الذل والخيانة والركوع والاستسلام وما فعله في كامب ديفيد ، أن ما فعله لا يلزم الشعب الفلسطيني ولا الامة العربية ولا الوطنيين المصريين، ولا الشعب المصري الذي سقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء من أجل فلسطين، ومن أجل مصر، ومن أجل الأرض العربيه. أن الشعب المصري الباسل سيتصدى ببسالة للسادات ومنهجه ومؤامراته وسترد الجماهير المصرية وستسحق المؤامرة والمتآمرين على مصيرها وقضيتها ومستقبلها كذلك سترد أمتنا العربيه على خيانته. وأمتنا العربية قادرة على صنع مستقبلها وحضارتها وحياتها الحرة الكريمة.

والسلام عليكم.

المصدر : " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط 1، ص 429 - 430