الفلسفة الحديثة

من طرف جحلاط فيصل الخميس يونيو 18, 2009 9:16 am

كيف يمكن للفكر الفلسفي أن يكون متعددا و واحد في نفس الوقت

الفلسفة الحديثـــــــة

ما الذي ميز فلسفة القرون الوسطى ؟

تميزت الفلسفة بطابعها الديني ، حيث أستخدمت لأغراض لاهوتية و يتضح هذا مع السكـــولائيين

السكولائية Scolastique الفلسفة المدرسية

الاسم الذي يطلق على فلسفة المدرسة في القرون الوسطى التي كان أتباعها المدرسيون ، يحاولون أن يقدموا برهانا نظريا للنظرة العامة الدينية للعالم ، و كانوا يعتمدون على أفكار الفلسفة القديمة – أفلاطون و خاصة أرسطو اللذان كانت الفلسفة المدرسية تكيف آراءهما مع أغراضها الخاصة و أصبحت الفلسفة خادمة اللاهوت من أهم السكولائيين

القديس أوغسطين Saint Augustin (354-430)لاهوتي مسيحي و فيلسوف متصوف تقوم فلسفته على مبدأ يقــــــــول ( حيث لا يوجد ايمــــان لا توجد معرفـة و لاتوجد حقيقــة )ورأى أن تاريخ العالم مقدر تقديرا مسبقا من قبل اللــــــــــــــــــــــه ، و قد وضع ( مدينــــة الله) باعتبارها القاعدة المطلقة للكنيسة مقابل مدينة الأرض أي دولة الأرض الخاطئة في مدينة الله يعيش الانسان في السلم و العدل و الحرية نتيجة ايمانه واعتماده على الله

أنسلم Anselem (1033-1109) لاهوتي و فيلسوف كان يعتقد أن الإيمان ينبغي أن يسبق المعرفة ، فعلى المرء أن يؤمن لكي يفهم ، و طور الدليل الانطولوجي كإثبات لوجود الله ، لكل علة معلول الى ما لا علة له هو اللــــه

توما الأكويني T.Aquin (1225-1274) لاهوتي ايطالي كيف الفلسفة الارسطية مع الديانة المسيحية و قال أن العقل قادر على أن يثبت عقليا وجود الله ، و على أن يفند الانتقادات على حقائق الدين الله هو العلة الأولى للوجود و الأساس الأول لكل المقولات ( الكم الكيف المكان الزمان.....) الفلسفية انطلاقا من نظرية أرسطو حول الصورة و المادة ، و القوة و الفعل

والله هو المعيار الوحيد لما هو أخلاقي ، و الفعل إما أن يكون خيرا أو شرا و يتوقف ذلك على ما اذا كان يتفق أو لا يتفق مع إرادة الله ، و في النهاية فان الله هو الذي يعطي ثوابا أخلاقيا و قد أصبحت أفكاره الفلسفة الحقيقية للمذهب الكاثوليكي عام (1879)

كيف استطاعت الفلسفة الحديثة تجاوز الفكر اللاهوتي و الأخذ بمرجعية العقل و التجربة ؟

الاخذ بمرجعية العقل

استطاعت ذلك مع فلاسفة رفضوا الإيمان بأي شيء الا ان تثبت البرهنة عليه بشكل كامل ، و لذلك لا بد من الشك في كل معارفنا و إعادة بنائها بطريقة دقيقة و يقينية

رينيه ديكارت R.Descartes (1596-1650) فيلسوف و عالم رياضي فرنسي مؤسس المذهب العقلاني في المعرفة لقب أبو الفلسفة الحديثة و رائد الأفكار الواضحة

انتقد المعرفة الآتية من الحواس .، و رفض الأفكار القديمة التي لا تتوفر عل يقين ،ثم شك في وجود العالم الخارجي- و وجود الذات و وجود الله ، لكن هناك حقيقة تبقى لامعة أمام الشك الجارف و هي أني لا يمكن أن أشك في أني أشك و شك ضرب من ضروب التفكير ( أنا افكر اذن أنا موجـــــــــــــــود ) الكوجيتو Cojito

و استخدم ديكارت هذه الصيغة في إثبات وجود الذات و وجود الله و واقعية العالم الخارجي ، فالمعرفة اذن تحصل بالعقل ، انطلاقا من مبادئ فطرية و أفكار واضحة تتميز بالبداهة " يقول ان حدس البداهة أوثق من الاستنتاج ذاته "

و اذا كان الانسان يتميز بالتفكير كوسيلة برهان فعليه ان يستعمله استعمالا منهجيا ، و قد وضع ديكارت في كتابه مقال الطريقة المنهج التالي الذي يقم على اساس رياضي ( الرياضيات هي نموذج كل معرفة )

ا- البداهــــــــــــة- لا أقبل امرا على انه حق ما لم ما لم أتيقن أنه كذلك

ب- التحليـــــــــل – أن احلل الموضوع الى مكوناته و اجزائه حت تتضح خصائصـــــــه

ج- التركيــــــــب- أن اعيد تركيبه أجزائه و تجميع تفاصيله ليتسنى تكوين دلالة اجمالية له

د- الاحصـــــــــاء- أن أراجع كل المراحل السابقة بما يتيح التاكد من عدم إغفال أي عنصر آخر

الاخذ بمرجعية التجربــــــــة L expérience

يقول فرانسيس بيكون F.Bacon (1561- 1626) " ان العقل دون تجربة لا ينتج الا أوهاما" في كتابه الاورغانون الجديد وضع القواعد الاساسية للمنهج التجريبي ، و جعله الطريقة المثلى للوصول الى المعرفة الصحيحة يقوم هذا المنهج أساسا على مبدا الاستقراء– الانطلاق من الملاحظات الجزئية و الوصول الى قوانين كلية - و جعل الغرض الاقصى للعلم سيطرة الانسان على الطبيعة

و ينطلق التجريبيون من نفس المبدأ و هو أن المعرفة لا تحصل الا بالتجربة الحسية ، حيث رفض الفيلسوف الانجليزي جون لوك J.Loock (1732-1804) المذهب الديكارتي في الأفكار الفطرية و أعلن أن الخبرة هي المصدر الوحيد لكل الافكار " يولد الانسان و عقله صفحة بيضاء ثم تبدأ التجربة تكتب على هذه الصفحة بوسائل شتى "هكذا نكون فكرتنا عن العالم الخارجي ، عن اللين و الصلب ، الحار و الساخن ، الجميل و القبيح ، الخير و الشر ، و عليه لا يوجد في الذهن أفكار فطرية و مبادئ قبلية تسبق التجربة ، و منه يجب الإقرار بعجز العقل عن تناول الامور التي لا تقع عليها حواسنا و الا بقي يتخبط في متاهات لا تمت الى الواقع بأي صلة ، هكذا تحول مسار الفلسفة مع التجريبيين من البحث في المعقولات الى البحث في المحسوسات ، و كان لهم دور كبير في انطلاق الثورة العلمية الحديثة

التركيب

هل بامكان التجربة الحسية الوصول الى المعرفة الصحيحة في غياب العقل ؟

لا يمكن للمعرفة أن تعتمد على التجربة وحدها دون تدخل العقل

.يرى الفيلسوف الالماني كــــــانط Kant ( 1724- 1804) في كتابه نقد العقل الخالص أن هناك شيئ من الصحة في رأي العقليين و رأي التجريبيين و وفق بينهما يقول " ان الحدوس بدون مفاهيم عمياء ، و المفاهيم بدون حدوس جوفاء"

لا تحصل المعرفة الا اذا كنا في علاقة مباشرة بالموضوعات الخارجية عن طريق الحدس الحسي ، هذا الأخير يترك فينا انطباعات حسية – اثر الرائحة على حاسة الشم أو لون الصورة على شبكة العين ...- تنتقل هذه المعطيات الى العقل من أبواب شتى و في حالة فوضى ، يستقبلها و ينظمها وفق اطار الزمان و المكان ، مما يدل أن العقل ليس صفحة بيضاء ، و انما هو مزود بشروط المعرفة تتمثل في المقولات تجتمع داخل أربعة وحدات أساسية هي ( الكم – الكيف- الجهة – الإضافة) فيعطي لها مفهوما و معنى