الخوف من الامتحان إعداد عبد العزيز قريش مفتش تربوي
منتدى التربية و التعليم :: المنتدى البيداغوجي :: الــــمـــنـــــتـــــدى الــــبــيـــداغــــــــوجي :: البيداغوجيا
صفحة 1 من اصل 1
الخوف من الامتحان إعداد عبد العزيز قريش مفتش تربوي
وأنا أقرأ أحد الأعمدة الصحفية، أثار انتباهي خبر تلامذة طنجة الذين أرادوا تفجير مؤسستهم بقنينات الغاز رغبة في عدم اجتياز الامتحان. فتبادرت إلى ذهني جملة أسئلة لعلها تؤطر نظريا ظاهرة الخوف من الامتحان ريثما تجد يوما ما فسحة من الزمن للبحث فيها ميدانيا لاستجلاء إثباتها أو نفيها. ونظرا لعدم توفرنا على معطيات بحثية علمية واقعية عن الظاهرة في المغرب؛ فإننا سنحصر ورقتنا التحسيسية هذه في أدبيات هذا الموضوع، متسائلين عن أسباب الخوف من الامتحان إلى حد تفجير المؤسسة؟ وعن سبل علاج الظاهرة؟
يفيد معطى الأدبيات في هذا الموضوع أن روافد الخوف من الامتحان متعددة الوجوه؛ حيث منها ما هو بنيوي متعلق بطبيعة نظامه وطبيعة عملية التدريس، وما هو سيكولوجي متعلق بذات الممتحن وذات أسرته، وما هو سوسيوثقافي متعلق بطبيعة الطقوس المصاحبة له، وبثقافة المجتمع.. إلى غير هذه الأسباب التي تتضافر فيما بينها؛ فتحدث هزات نفسية في الممتحن، وتقوده إلى فقد التوازن النفسي الذي يؤثر عليه أثناء اجتياز الامتحان.
ومنه فما معالم هذه الوجوه، وكيف تؤثر وكيف نواجهها ونتجاوزها؟
1 ـ معلم طبيعة نظام الامتحان:
بنية الامتحان القانونية والموضوعية والمادية تؤثر تأثيرا مباشرا في التلاميذ؛ ذلك أن التلميذ الذي يعرف مسبقا أن قانون الامتحان يتأسس على عوامل تنقيطية مختلفة حسب المواد، ويدري أن بعض المواد التي سيجتازها؛ كفاءته فيها ضعيفة أو يعرف أن فرص الرسوب فيه محددة وفق شروط معينة أو أن موضوعاته تشكل معيقا ابستيميا أو موضوعاتيا أو منهجيا أو شروطه المادية من قبيل القاعة ونوعية الجلسة وعدد الحراس وشخصياتهم والقيود المفروضة، ويعلم أن هذا الامتحان هو القناة الوحيدة لانتقاله إلى المستوى الموالي.. كل ذلك يولد لديه شعورا بالخوف من هذا النظام الذي سيطبق عليه، ويشكل هاجسا يسيطر على ذاته وتفكيره وانشغالاته، مما يخلق لديه رهبة الامتحان، التي هي اضطراب نفسي ناتج عن القلق الشديد القادم من الامتحان، ذلك المجهول الغريب المخيف للتلميذ.
وأما عن طبيعة التدريس فلها ارتباط وثيقة بتشكيل تمثلات عند المتعلم عن الامتحان، بما يفيد أن الامتحان هو تقويم لكفاءة المتعلم المعرفية والأدائية أم تقويم لدرجة حفظ ذاكرته المعلومات واسترجاعها في الوقت المناسب. وكذلك بتشكيل مفهوم الامتحان كتقويم عاد لمكتسبات المتعلم المختلفة، وأن مواضيعه مجرد أدوات مؤشرة عن درجة تمكن المتعلم من تلك المكتسبات أم كتقويم غير عاد، في وقت غير عاد، ومواضيع غير عادية.. بمعنى هل مفهوم وتمثلات المتعلم عن الامتحان تمثلات صحيحة لا تحمل في داخلها عوامل التوتر التي تدفعه إلى الخوف أم تمثلات خاطئة تحمل بين طياتها منابت الخوف من الامتحان.
2 ـ المعلم السيكولوجي:
للعامل النفسي دور كبير جدا في خلق الخوف من الامتحان لدى التلميذ؛ ذلك أن الخوف انفعال قوي ناتج عن الإحساس بتوقع حدوث خطر؛ فالمتعلم الذي يتمتع بقدر بسيط من الثقة في النفس أو يعدمه، تكون درجة الخوف عالية عنده. أما التلميذ الذي يتمتع بدرجة ثقة عالية في النفس تكون لديه درجة الخوف أقل. كما أن العامل السيكولوجي لمحيطه الأسري له دور مساعد في ارتفاع أو في انخفاض درجة الخوف عنده؛ حيث الأسرة التي تتوتر توترا سلبيا بسبب اجتياز ابنها الامتحان تزيد معامل الخوف عنده، وتدفعه بخوفها إلى خوفه. أما الأسرة التي لا تتوتر بذلك تقلص من درجة الخوف عنده؛ لأنها تذكي فيه الثقة وتحاول تسهيل مهامه بتهييء شروط الإعداد لابنها.
ويتجلى المعلم السيكولوجي في الخوف من الفشل في الامتحان والرسوب فيه وفقدان امتيازات مكتسبة نتيجة ذلك، وفي ردود فعل الأسرة وبعدها الممتد وهو العائلة. كما يتجلى في الخوف من عدم التفوق على الأقران خاصة إذا كان بينهم عامل التنافس..
3 ـ المعلم السوسيوثقافي:
ونقتصر فيه على الطقوس التي يمر فيها الامتحان، وعلى ثقافته السائدة في المجتمع. ذلك أن مجتمع المدرسة يكرس له طقوسا تتسم بالهالة العظيمة المخيفة شكلا ومضمونا؛ التي تجعله غولا يخيف كل من يقترب منه، فضلا عن طقوس الأسرة والعائلة التي تبدأ في تنبيه المتعلم قبل الأوان، وكأنه نفق مظلم يلتهم كل من يدخله. فتخبره أنه سينتقل من مدرسته إلى مركز الامتحان الذي قد يكون غير مدرسته، وأنه سيجلس وحيدا في مقعده من حيث يكون قد تعود على الجلوس مع صديقه واستأنس به، وسيحرسه شخصان لا علاقة له بهما وقد تعود على أستاذين على الأقل وسبر العلاقة بينهما، وتشكلت عنده روابط عاطفية معينة، وسيمتحن بأسئلة قد تكون صعبة لم يسبق أن تعامل معها، و.. كل ذلك تنقل الأسرة والعائلة المتعلم من حالة الاطمئنان التي توجد لديه وهو في قسمه إلى حالة عدم التوازن.. وتكثر عليه العوامل المستجدة من قبيل مكان الامتحان، والحراسة، ونوعية الأسئلة، وترقيمه في لائحة الممتحنين؛ الذي ينقل المتعلم من الاسم إلى الرقم، ويحوله في قاعة الامتحان مجرد رقم على مقعد.. فيتولد عنده القلق الامتحاني المؤدي إلى مظاهر التوتر النفسي.
وتتدخل ثقافة المجتمع عن الامتحان لتَرفَد الخوف منه بعوامل إضافية تنعكس سلبا على أداء المتعلم، ذلك أن ثقافتنا تحمل الشيء الكثير المخيف عن الامتحان من قبيل المأثور على لسان أسـاتذتـنا: " في يوم الامتحان يعز المرء أو يهان " فضلا عن القصائد الشعرية الخاصة به التي يطول المقال بذكرها؛ حيث دفعت الثقافة السلبية عن الامتحان بأحد الطلبة المجتازين لامتحان في البلاغة أن يكتب لأستاذه الممتحن المسمى ب "بشير " ما نصه:
أبشير قل لي ما العمل ÷÷÷÷÷ واليأس قد غلب الأمل؟
قيل امتحان بلاغة ÷÷÷÷÷ فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب ÷÷÷÷÷ إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا ÷÷÷÷÷ و يصول صولات البطلأبشير مـهـلاً يـا أخـي ÷÷÷÷÷ ما كل مسألة تحل قـد كـنـت أبـلـد طالب ÷÷÷÷÷ و أنا و ربي لم أزل فـإذا أتـتـك إجابتي ÷÷÷÷ فيها السؤال بدون حل دعها وصحح غيرها ÷÷÷÷÷ والصفر ضعه على عجل
فما كان من بشير إلا أن يفطن لبلاغة طالبه، فقدر حق قدرها وأحسن التقدير. لكن الشعر يدل دلالة واضحة عن معاناة التلاميذ مع متغيرات الامتحان من صعوبة موضوع الامتحان وهو بلاغة أو غيرها، ومن مراقب، ومصحح..
فالطقوس وثقافة الامتحان التي تحمل دلالات سلبية تؤثر في المتعلم وتذهب به إلى التشنج والاضطراب النفسي والقلق وغيره من مظاهر الخوف..
4 ـ من مظاهر الخوف من الامتحان:
هناك العديد من مظاهر الخوف من الامتحان عند المتعلم، تتجلى في انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية وأدائية، يمكن ذكر بعضها.
التوترات النفسية تؤثر نتيجة الخوف من الامتحان على أداء المخ وظيفته طبيعا.
الضغوطات النفسية الناتجة عن الخوف تضعف المناعة عند المتعلم.
زيادة التوتر والقلق الشديد والسريع.
التعصب المفرط والمنفعل بسرعة.
المزاج المتقلب.
الأرق الشديد أو رغبة النوم الشديدة.
انسداد شهية الأكل أو الشراهة.
الشعور بأعراض الآلام خاصة آلام الرأس والبطن.
الإغماء.
الجنوح إلى البكاء ولو لأتفه الأسباب.
عدم التركيز واضطراب الأداء التعلمي.
فقدان الثقة في النفس.
العدوانية المفرطة والجنوح إلى العنف ردا للفعل.
.......
5 ـ بعض الإرشادات لتجاوز الخوف من الامتحان:
تقتضي الإرشادات تصنيفها حسب حقلها التي ترد فيه، إلى إرشادات نفسية وأخرى تربوية وثالثة اجتماعية ورابعة.. غير أن المقال لا يسمح بذلك لحدود مساحته الورقية ولكونه تحسيسا لا دراسة علمية لواقع الخوف من الامتحان عند المتعلم المغربي؛ لذا نورد بعضها مجملا كما أرشد إليه المختصون.
(
في حال كانت الامتحانات تعتمد في أسلوبها على قوة الحفظ والذاكرة، ولا تركز على الفهم، فعلينا أن نركز على حفظ المادة والابتعاد عن التشتت.
تهيئة الوقت والمكان المناسبين للدراسة، وننصح أن نستغل الوقت والمكان الهادئين الخاليين من المثيرات والمحفزات التي تساعد على التشتت وعدم التركيز. مثال: التلفزيون ومكان لقاء الأصحاب.
على كل طالب\\ة أن يتعرف على الطريقة التي تلائمه\\ا للدراسة فإن لكل شخص طريقته الخاصة التي يختلف فيها عن الآخرين، فهنالك من يحفظ من خلال القراءة بصوت عال، من خلال سماع المادة أو من خلال قراءة المادة وتلخيصها، وغير ذلك من أنماط وأساليب الدراسة المختلفة. فإذا عرف\\ت الطالب\\ة أي أسلوب ملائم له\\ا سهل عليه\\ا التركيز والدراسة والحفظ كذلك.
الابتعاد عن تناول الطعام أثناء الدراسة.
وإن كانت هذه التوصيات تتعلق بموضوع كيفية الدراسة والحفظ لا بد لنا أن نقف على بعض الطرق التي تخفف من حدة الاضطراب والخوف من الامتحانات:
تذكر/ي أن الامتحان يضعه إنسان وأن المادة المطلوبة للدراسة هي مادة كتبها وحددها إنسان، لذا علينا أن نتعامل معها كمادة نستطيع أن نسيطر عليها وأنها لا تستطيع أن تسيطر علينا.
تخصيص ليلة الامتحان لمراجعة المادة وليس للدراسة.
إذا كنت في حالة سيئة جدا فعليك التوجه لإنسان تثق به والتحدث معه عما يقلقك، فإن مجرد الحديث عن الخوف من الامتحان يخفف من حدة التوتر.
إن لم تجد الطرق السابقة، حاول\\ي كتابة ما يقلقك ويخيفك.
من المهم جدا التوجه للامتحان بعد تناول الطعام.
الاهتمام بأخذ الأدوات المطلوبة للامتحان )[1]
يفيد معطى الأدبيات في هذا الموضوع أن روافد الخوف من الامتحان متعددة الوجوه؛ حيث منها ما هو بنيوي متعلق بطبيعة نظامه وطبيعة عملية التدريس، وما هو سيكولوجي متعلق بذات الممتحن وذات أسرته، وما هو سوسيوثقافي متعلق بطبيعة الطقوس المصاحبة له، وبثقافة المجتمع.. إلى غير هذه الأسباب التي تتضافر فيما بينها؛ فتحدث هزات نفسية في الممتحن، وتقوده إلى فقد التوازن النفسي الذي يؤثر عليه أثناء اجتياز الامتحان.
ومنه فما معالم هذه الوجوه، وكيف تؤثر وكيف نواجهها ونتجاوزها؟
1 ـ معلم طبيعة نظام الامتحان:
بنية الامتحان القانونية والموضوعية والمادية تؤثر تأثيرا مباشرا في التلاميذ؛ ذلك أن التلميذ الذي يعرف مسبقا أن قانون الامتحان يتأسس على عوامل تنقيطية مختلفة حسب المواد، ويدري أن بعض المواد التي سيجتازها؛ كفاءته فيها ضعيفة أو يعرف أن فرص الرسوب فيه محددة وفق شروط معينة أو أن موضوعاته تشكل معيقا ابستيميا أو موضوعاتيا أو منهجيا أو شروطه المادية من قبيل القاعة ونوعية الجلسة وعدد الحراس وشخصياتهم والقيود المفروضة، ويعلم أن هذا الامتحان هو القناة الوحيدة لانتقاله إلى المستوى الموالي.. كل ذلك يولد لديه شعورا بالخوف من هذا النظام الذي سيطبق عليه، ويشكل هاجسا يسيطر على ذاته وتفكيره وانشغالاته، مما يخلق لديه رهبة الامتحان، التي هي اضطراب نفسي ناتج عن القلق الشديد القادم من الامتحان، ذلك المجهول الغريب المخيف للتلميذ.
وأما عن طبيعة التدريس فلها ارتباط وثيقة بتشكيل تمثلات عند المتعلم عن الامتحان، بما يفيد أن الامتحان هو تقويم لكفاءة المتعلم المعرفية والأدائية أم تقويم لدرجة حفظ ذاكرته المعلومات واسترجاعها في الوقت المناسب. وكذلك بتشكيل مفهوم الامتحان كتقويم عاد لمكتسبات المتعلم المختلفة، وأن مواضيعه مجرد أدوات مؤشرة عن درجة تمكن المتعلم من تلك المكتسبات أم كتقويم غير عاد، في وقت غير عاد، ومواضيع غير عادية.. بمعنى هل مفهوم وتمثلات المتعلم عن الامتحان تمثلات صحيحة لا تحمل في داخلها عوامل التوتر التي تدفعه إلى الخوف أم تمثلات خاطئة تحمل بين طياتها منابت الخوف من الامتحان.
2 ـ المعلم السيكولوجي:
للعامل النفسي دور كبير جدا في خلق الخوف من الامتحان لدى التلميذ؛ ذلك أن الخوف انفعال قوي ناتج عن الإحساس بتوقع حدوث خطر؛ فالمتعلم الذي يتمتع بقدر بسيط من الثقة في النفس أو يعدمه، تكون درجة الخوف عالية عنده. أما التلميذ الذي يتمتع بدرجة ثقة عالية في النفس تكون لديه درجة الخوف أقل. كما أن العامل السيكولوجي لمحيطه الأسري له دور مساعد في ارتفاع أو في انخفاض درجة الخوف عنده؛ حيث الأسرة التي تتوتر توترا سلبيا بسبب اجتياز ابنها الامتحان تزيد معامل الخوف عنده، وتدفعه بخوفها إلى خوفه. أما الأسرة التي لا تتوتر بذلك تقلص من درجة الخوف عنده؛ لأنها تذكي فيه الثقة وتحاول تسهيل مهامه بتهييء شروط الإعداد لابنها.
ويتجلى المعلم السيكولوجي في الخوف من الفشل في الامتحان والرسوب فيه وفقدان امتيازات مكتسبة نتيجة ذلك، وفي ردود فعل الأسرة وبعدها الممتد وهو العائلة. كما يتجلى في الخوف من عدم التفوق على الأقران خاصة إذا كان بينهم عامل التنافس..
3 ـ المعلم السوسيوثقافي:
ونقتصر فيه على الطقوس التي يمر فيها الامتحان، وعلى ثقافته السائدة في المجتمع. ذلك أن مجتمع المدرسة يكرس له طقوسا تتسم بالهالة العظيمة المخيفة شكلا ومضمونا؛ التي تجعله غولا يخيف كل من يقترب منه، فضلا عن طقوس الأسرة والعائلة التي تبدأ في تنبيه المتعلم قبل الأوان، وكأنه نفق مظلم يلتهم كل من يدخله. فتخبره أنه سينتقل من مدرسته إلى مركز الامتحان الذي قد يكون غير مدرسته، وأنه سيجلس وحيدا في مقعده من حيث يكون قد تعود على الجلوس مع صديقه واستأنس به، وسيحرسه شخصان لا علاقة له بهما وقد تعود على أستاذين على الأقل وسبر العلاقة بينهما، وتشكلت عنده روابط عاطفية معينة، وسيمتحن بأسئلة قد تكون صعبة لم يسبق أن تعامل معها، و.. كل ذلك تنقل الأسرة والعائلة المتعلم من حالة الاطمئنان التي توجد لديه وهو في قسمه إلى حالة عدم التوازن.. وتكثر عليه العوامل المستجدة من قبيل مكان الامتحان، والحراسة، ونوعية الأسئلة، وترقيمه في لائحة الممتحنين؛ الذي ينقل المتعلم من الاسم إلى الرقم، ويحوله في قاعة الامتحان مجرد رقم على مقعد.. فيتولد عنده القلق الامتحاني المؤدي إلى مظاهر التوتر النفسي.
وتتدخل ثقافة المجتمع عن الامتحان لتَرفَد الخوف منه بعوامل إضافية تنعكس سلبا على أداء المتعلم، ذلك أن ثقافتنا تحمل الشيء الكثير المخيف عن الامتحان من قبيل المأثور على لسان أسـاتذتـنا: " في يوم الامتحان يعز المرء أو يهان " فضلا عن القصائد الشعرية الخاصة به التي يطول المقال بذكرها؛ حيث دفعت الثقافة السلبية عن الامتحان بأحد الطلبة المجتازين لامتحان في البلاغة أن يكتب لأستاذه الممتحن المسمى ب "بشير " ما نصه:
أبشير قل لي ما العمل ÷÷÷÷÷ واليأس قد غلب الأمل؟
قيل امتحان بلاغة ÷÷÷÷÷ فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب ÷÷÷÷÷ إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا ÷÷÷÷÷ و يصول صولات البطلأبشير مـهـلاً يـا أخـي ÷÷÷÷÷ ما كل مسألة تحل قـد كـنـت أبـلـد طالب ÷÷÷÷÷ و أنا و ربي لم أزل فـإذا أتـتـك إجابتي ÷÷÷÷ فيها السؤال بدون حل دعها وصحح غيرها ÷÷÷÷÷ والصفر ضعه على عجل
فما كان من بشير إلا أن يفطن لبلاغة طالبه، فقدر حق قدرها وأحسن التقدير. لكن الشعر يدل دلالة واضحة عن معاناة التلاميذ مع متغيرات الامتحان من صعوبة موضوع الامتحان وهو بلاغة أو غيرها، ومن مراقب، ومصحح..
فالطقوس وثقافة الامتحان التي تحمل دلالات سلبية تؤثر في المتعلم وتذهب به إلى التشنج والاضطراب النفسي والقلق وغيره من مظاهر الخوف..
4 ـ من مظاهر الخوف من الامتحان:
هناك العديد من مظاهر الخوف من الامتحان عند المتعلم، تتجلى في انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية وأدائية، يمكن ذكر بعضها.
التوترات النفسية تؤثر نتيجة الخوف من الامتحان على أداء المخ وظيفته طبيعا.
الضغوطات النفسية الناتجة عن الخوف تضعف المناعة عند المتعلم.
زيادة التوتر والقلق الشديد والسريع.
التعصب المفرط والمنفعل بسرعة.
المزاج المتقلب.
الأرق الشديد أو رغبة النوم الشديدة.
انسداد شهية الأكل أو الشراهة.
الشعور بأعراض الآلام خاصة آلام الرأس والبطن.
الإغماء.
الجنوح إلى البكاء ولو لأتفه الأسباب.
عدم التركيز واضطراب الأداء التعلمي.
فقدان الثقة في النفس.
العدوانية المفرطة والجنوح إلى العنف ردا للفعل.
.......
5 ـ بعض الإرشادات لتجاوز الخوف من الامتحان:
تقتضي الإرشادات تصنيفها حسب حقلها التي ترد فيه، إلى إرشادات نفسية وأخرى تربوية وثالثة اجتماعية ورابعة.. غير أن المقال لا يسمح بذلك لحدود مساحته الورقية ولكونه تحسيسا لا دراسة علمية لواقع الخوف من الامتحان عند المتعلم المغربي؛ لذا نورد بعضها مجملا كما أرشد إليه المختصون.
(
في حال كانت الامتحانات تعتمد في أسلوبها على قوة الحفظ والذاكرة، ولا تركز على الفهم، فعلينا أن نركز على حفظ المادة والابتعاد عن التشتت.
تهيئة الوقت والمكان المناسبين للدراسة، وننصح أن نستغل الوقت والمكان الهادئين الخاليين من المثيرات والمحفزات التي تساعد على التشتت وعدم التركيز. مثال: التلفزيون ومكان لقاء الأصحاب.
على كل طالب\\ة أن يتعرف على الطريقة التي تلائمه\\ا للدراسة فإن لكل شخص طريقته الخاصة التي يختلف فيها عن الآخرين، فهنالك من يحفظ من خلال القراءة بصوت عال، من خلال سماع المادة أو من خلال قراءة المادة وتلخيصها، وغير ذلك من أنماط وأساليب الدراسة المختلفة. فإذا عرف\\ت الطالب\\ة أي أسلوب ملائم له\\ا سهل عليه\\ا التركيز والدراسة والحفظ كذلك.
الابتعاد عن تناول الطعام أثناء الدراسة.
وإن كانت هذه التوصيات تتعلق بموضوع كيفية الدراسة والحفظ لا بد لنا أن نقف على بعض الطرق التي تخفف من حدة الاضطراب والخوف من الامتحانات:
تذكر/ي أن الامتحان يضعه إنسان وأن المادة المطلوبة للدراسة هي مادة كتبها وحددها إنسان، لذا علينا أن نتعامل معها كمادة نستطيع أن نسيطر عليها وأنها لا تستطيع أن تسيطر علينا.
تخصيص ليلة الامتحان لمراجعة المادة وليس للدراسة.
إذا كنت في حالة سيئة جدا فعليك التوجه لإنسان تثق به والتحدث معه عما يقلقك، فإن مجرد الحديث عن الخوف من الامتحان يخفف من حدة التوتر.
إن لم تجد الطرق السابقة، حاول\\ي كتابة ما يقلقك ويخيفك.
من المهم جدا التوجه للامتحان بعد تناول الطعام.
الاهتمام بأخذ الأدوات المطلوبة للامتحان )[1]
مواضيع مماثلة
» البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط -1 - بقلم:عبد العزيز قريش مفتش تربوي
» الخوف من الامتحان تابع
» ملتقى تكويني علم التنقيط وشبكة التقويم من إعداد مفتش التربية الوطنية 2013 .2014
» هام لكل مفتش
» برامج إعداد معلم المعلم اليابان الصين
» الخوف من الامتحان تابع
» ملتقى تكويني علم التنقيط وشبكة التقويم من إعداد مفتش التربية الوطنية 2013 .2014
» هام لكل مفتش
» برامج إعداد معلم المعلم اليابان الصين
منتدى التربية و التعليم :: المنتدى البيداغوجي :: الــــمـــنـــــتـــــدى الــــبــيـــداغــــــــوجي :: البيداغوجيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى