مكانة المقاربة بالكفاءات ضمن الإصلاح التربوي الجديد
منتدى التربية و التعليم :: المنتدى البيداغوجي :: الــــمـــنـــــتـــــدى الــــبــيـــداغــــــــوجي :: البيداغوجيا
صفحة 1 من اصل 1
مكانة المقاربة بالكفاءات ضمن الإصلاح التربوي الجديد
مكانة المقاربة بالكفاءات ضمن الإصلاح التربوي الجديد
ممّا لا شكّ فيه أن النظام التربوي في صيغته القديمة قد قدم خدمات جليلة نهض بأعباء كثيرة، للرفع من مستوى الأمة بمقاومة الأمية، وتوسيع بنية التمدرس وتخريج العلماء والمحافظة على القيم والمبادئ الكبرى.
ولكننا نعلم جميعا أن كلفة التعليم في تزايد مستمر، وبالرجوع إلى بعض التقارير، يتأكّد لنا أن النتائج الحاصلة هزيلة في مستوى النجاعة الداخلية ومردود المؤسسة التربوية مازال ضعيفا، وذلك راجع للأسباب التالية:
• سيطرة المنحى الكمي على البرامج التعليمية
• سيطرة المنحى التراكمي على المعارف والعلوم
• المركزية المفرطة في تسيير النظام التربوي
• غياب الاحتراف، وثقافة تقييمية
• الحرص على الشهادة أهم من الحرص على التكون
لذا أنتجت هذه الأسباب جُـملة من حالات... كالفشل الدراسي، الانقطاع المبكر، وتفاوت كبير بين الشهادة، التي يحصل عليها المتعلم في المدرسة والكفاءة الحقيقية كالصك بدون رصيد، سيطرة لغة الأرقام في التقييم أي الكم على حساب الكيف.
ويكفي أن نقارن بين غايات النظام التربوي وما يتحقق في الواقع، حتى نلاحظ البون الشاسع بين المبادئ الكبرى والوقائع، وبين القيم العليا والحقائق.
ولذلك اتسعت الهوة بين ما يبرمج وبين ما يدرس فعلا، وتنوعت أشكال الإخفاق،
وأضحى التمدرس لا يحمي من صعوبات الحياة، ولذلك قيل أن المدرسة تخرج أعدادا من الأميين وظيفيا، وأمام هذا الوضع، طرح الإصلاح التربوي تحديات جديدة ورهانات كبيرة مثل:
1. تكوين عقول مفكرة بدل حشو الأدمغة
2. التحكّم في التكنولوجيات الجديدة
3. إعداد الناشئة للحياة النشيطة
4. تربية جيدة للجميع، والتفاعل الإيجابي مع المحيط
وحتى يتم تطبيق هذه التوجهات في إطار مقاربة علمية ذكية تبنى من الداخل، تتواصل خارج المدرسة وعلى امتداد الحياة، وتستهدف بناء الإنسان في أبعاده الحسية والمهارية والوجدانية داخل المجتمع، جاءت الكفاءات كمحاولة بيداغوجية تأخذ بعين الاعتبار ما توصلت إليه البحوث العلمية في المجال الاجتماعي والنفسي والتربوي، وتحافظ على ركائز ضرورية في التربية التعليم، مثل الشمول والتوحد وتتفاعل مع التغييرات المتسارعة والمفاجئة، وتواكب المستجدات العالمية، وتدعو جميع الأطراف إلى الانخراط في بناء الإنسان المتكامل وليس الكامل.
والمقاربة بالكفاءات ليست علما جديدا، ولا نظرية حديثة، بل هي منوال في التعلم والتعليم قائم على اختيارات ابستيمولوجية تساعد على تمكين المتعلم من الفعل بنجاعة في نوع محدد من الوضعيات باستثمار ما يمتلك من معارف ومهارات، واستنفارها واستحضارها وتوظيفها، من مزاياها:
• النجاعة في إحكام الربط بين البرامج الرسمية والحياة اليومية
• تفتح العالم المغلق للمدرسة على الواقع الاجتماعي الخارجي
• إيلاء الاهمية بعض الاختصاصات الضرورية في الحياة
• تنزيل العلوم والمعارف في الإطار الاجتماعي المناسب للربط بين الثقافة المدرسية والممارسة الاجتماعية
• اعتماد ثقافة تقييمية شاملة
• الاهتمام بالمتعثرين ومراعاة أنساق التعلّم المختلفة، ولذلك غدت المقاربة كأداة مثلى لرفع التحديات السابقة انطلاقا من خلال المبادئ الأساسية:
• إعطاء معنى للتعلمات بربطها بالواقع المعيشي ومشاغل المتعلم
• أن يطور معارفه انطلاقا مما يقوم به في عمل (الفِـرق / التواصل / المجموعات..)
• تطوير قدرات المتعلم الذهنية وتحسين إمكانياته المهارية
• اعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين
• إحكام توظيف التقويم والتشخيص والعلاج
وهذا يقتضي في مستوى العلاقات وأدوات العمل انخراط كل الأطراف (الإدارة، الإشراف التربوي، إطار التدريس، الأولياء ومؤسسات المجتمع)، واعتماد برنامج دراسي مخفف يكتفي بالخطوط الكبرى، وتحويل الكتب المدرسية إلى مراجع أو دليل يستفاد منها، مع التركيز على بناء الكفاءات وليس المعلومات.
منقول عن جريدة الرائد
ممّا لا شكّ فيه أن النظام التربوي في صيغته القديمة قد قدم خدمات جليلة نهض بأعباء كثيرة، للرفع من مستوى الأمة بمقاومة الأمية، وتوسيع بنية التمدرس وتخريج العلماء والمحافظة على القيم والمبادئ الكبرى.
ولكننا نعلم جميعا أن كلفة التعليم في تزايد مستمر، وبالرجوع إلى بعض التقارير، يتأكّد لنا أن النتائج الحاصلة هزيلة في مستوى النجاعة الداخلية ومردود المؤسسة التربوية مازال ضعيفا، وذلك راجع للأسباب التالية:
• سيطرة المنحى الكمي على البرامج التعليمية
• سيطرة المنحى التراكمي على المعارف والعلوم
• المركزية المفرطة في تسيير النظام التربوي
• غياب الاحتراف، وثقافة تقييمية
• الحرص على الشهادة أهم من الحرص على التكون
لذا أنتجت هذه الأسباب جُـملة من حالات... كالفشل الدراسي، الانقطاع المبكر، وتفاوت كبير بين الشهادة، التي يحصل عليها المتعلم في المدرسة والكفاءة الحقيقية كالصك بدون رصيد، سيطرة لغة الأرقام في التقييم أي الكم على حساب الكيف.
ويكفي أن نقارن بين غايات النظام التربوي وما يتحقق في الواقع، حتى نلاحظ البون الشاسع بين المبادئ الكبرى والوقائع، وبين القيم العليا والحقائق.
ولذلك اتسعت الهوة بين ما يبرمج وبين ما يدرس فعلا، وتنوعت أشكال الإخفاق،
وأضحى التمدرس لا يحمي من صعوبات الحياة، ولذلك قيل أن المدرسة تخرج أعدادا من الأميين وظيفيا، وأمام هذا الوضع، طرح الإصلاح التربوي تحديات جديدة ورهانات كبيرة مثل:
1. تكوين عقول مفكرة بدل حشو الأدمغة
2. التحكّم في التكنولوجيات الجديدة
3. إعداد الناشئة للحياة النشيطة
4. تربية جيدة للجميع، والتفاعل الإيجابي مع المحيط
وحتى يتم تطبيق هذه التوجهات في إطار مقاربة علمية ذكية تبنى من الداخل، تتواصل خارج المدرسة وعلى امتداد الحياة، وتستهدف بناء الإنسان في أبعاده الحسية والمهارية والوجدانية داخل المجتمع، جاءت الكفاءات كمحاولة بيداغوجية تأخذ بعين الاعتبار ما توصلت إليه البحوث العلمية في المجال الاجتماعي والنفسي والتربوي، وتحافظ على ركائز ضرورية في التربية التعليم، مثل الشمول والتوحد وتتفاعل مع التغييرات المتسارعة والمفاجئة، وتواكب المستجدات العالمية، وتدعو جميع الأطراف إلى الانخراط في بناء الإنسان المتكامل وليس الكامل.
والمقاربة بالكفاءات ليست علما جديدا، ولا نظرية حديثة، بل هي منوال في التعلم والتعليم قائم على اختيارات ابستيمولوجية تساعد على تمكين المتعلم من الفعل بنجاعة في نوع محدد من الوضعيات باستثمار ما يمتلك من معارف ومهارات، واستنفارها واستحضارها وتوظيفها، من مزاياها:
• النجاعة في إحكام الربط بين البرامج الرسمية والحياة اليومية
• تفتح العالم المغلق للمدرسة على الواقع الاجتماعي الخارجي
• إيلاء الاهمية بعض الاختصاصات الضرورية في الحياة
• تنزيل العلوم والمعارف في الإطار الاجتماعي المناسب للربط بين الثقافة المدرسية والممارسة الاجتماعية
• اعتماد ثقافة تقييمية شاملة
• الاهتمام بالمتعثرين ومراعاة أنساق التعلّم المختلفة، ولذلك غدت المقاربة كأداة مثلى لرفع التحديات السابقة انطلاقا من خلال المبادئ الأساسية:
• إعطاء معنى للتعلمات بربطها بالواقع المعيشي ومشاغل المتعلم
• أن يطور معارفه انطلاقا مما يقوم به في عمل (الفِـرق / التواصل / المجموعات..)
• تطوير قدرات المتعلم الذهنية وتحسين إمكانياته المهارية
• اعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين
• إحكام توظيف التقويم والتشخيص والعلاج
وهذا يقتضي في مستوى العلاقات وأدوات العمل انخراط كل الأطراف (الإدارة، الإشراف التربوي، إطار التدريس، الأولياء ومؤسسات المجتمع)، واعتماد برنامج دراسي مخفف يكتفي بالخطوط الكبرى، وتحويل الكتب المدرسية إلى مراجع أو دليل يستفاد منها، مع التركيز على بناء الكفاءات وليس المعلومات.
منقول عن جريدة الرائد
bellir laidi- عضو ممتاز
- عدد الرسائل : 177
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
مواضيع مماثلة
» قاموس المقاربة بالكفاءات
» المقاربة بالكفاءات
» المقاربة بالكفاءات
» ملخص المقاربة بالكفاءات
» مقتطفات في المقاربة بالكفاءات
» المقاربة بالكفاءات
» المقاربة بالكفاءات
» ملخص المقاربة بالكفاءات
» مقتطفات في المقاربة بالكفاءات
منتدى التربية و التعليم :: المنتدى البيداغوجي :: الــــمـــنـــــتـــــدى الــــبــيـــداغــــــــوجي :: البيداغوجيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى