منتدى التربية و التعليم
center]كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 829894
ادارة المنتدي كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 103798




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى التربية و التعليم
center]كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 829894
ادارة المنتدي كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 103798


منتدى التربية و التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد

اذهب الى الأسفل

كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد Empty كلمة رئيس الجدمهورية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد

مُساهمة من طرف ابوبلال الخميس أكتوبر 28, 2010 11:38 am

اليوم الوطني للشهيد

كلمة

(البليدة، الأربعاء 18 فيفري 2008)



أيها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

ما أحوجنا و لاسيما في هذه الأوقات إلى مناسبة جليلة كهذه، و إلى وقفة متميزة كالتي نقفها اليوم في حضرة الشهداء، و في ذكرى تلك الصفوة التي اختارت الحياة الأبدية راضية مرضية عند رب العالمين .

لا شك أنه ما من يوم يرتقي في مقامه ، و يعلو في قدره ، ما يبلغه اليوم الوطني للشهيد من شرف وسموق وإكبار.

يوم ليس كمثله بقية الأيام ، لأنه برمزيته يحيلنا إلى نماذج بشرية ليست تشبه المواكب الأخرى من البشر لا في درجة الأعمال و لا في المنتظر القادم من المآل .
و ليس من باب المبالغة في شيء القول في هذا الخصوص أن شعوبا قليلة فوق هذه الأرض يمكن أن تضاهي أيام شهدائها ما تدل عليه عندنا، و ما توحي به لدى شعبنا من المعاني، وما تثيره في جوانحه من الأحاسيس.

أن يخصص شعب يوما أو أكثر من يوم للإحتفاء بمن ضحوا في سبيله فهو أمر دارج و معقول، إلا أن قصة الشهداء ودلالات الشهادة و بشاراتها تأخذ معاني أخرى حينما يتعلق الأمر بالجزائر التي هي بحق هبة الشهداء .

فربما تذهب بأبنائها المشارب في الرأي مذاهب شتى، و قد يختلفون في شؤون يومياتهم فلا ضرر ولا ضير في ذلك، إلا أنهم يضحون كلمة سواء ويتحولون كلهم إلى إجماع واجتماع حينما يتعلق الأمر بالمكانة التي يرونها لشهدائهم ولأفضالهم على الوطن وعلى أجياله. فيوم الشهداء الذي نتطيب بأنفاسه في هذه اللحظات هو عرفان متجدد، واعتراف لملايين الشهداء الذين تعاقبت مواكبهم الزكية خلفا عن سلف في كل شبر ، و فوق كل بقعة من تراب الجزائر منذ أن دنس المحتلون أديمه وإلى أن أرغمه أبطال نوفمبر المنتصرون على الإندحار والإنكسار. يوم الشهيد في الجزائر هو عيد الفداء، عيد الخلاص من الظلم و العدوان والإستعباد بالدم، وبالموت.

و إذ يكاد يجتمع للجزائريين وحدهم هذا التراث العظيم من الفداء، ومن تقديم المهج التي تشرق بها صحائف التاريخ، فإنه واجب عليهم اليوم وغدا أن يحفظوا ذكرى تلك القوافل من الرجال والنساء الذين رفعوا عقائرهم بالنذير وكرسوا أنفسهم للكفاح وتقدموا الشعب في ميادين القتال مضحين بأنفس ما لديهم من أجله و في سبيله.

و إني و عدد ممن يحضرون اليوم الإحتفاء بالشهيد، قد أكرمنا الله بمؤاخاة ومرافقة أعداد من هؤلاء الأعزاء، و ارتبطنا بهم منذ تلك الأيام العصيبة و المشحونة بالبطولة والصفاء والصدق بارتباطات متينة ستبقينا على ما تعاهدنا عليه معهم حتى يأتينا اليقين.
وإننا كجيل تحمل عبء رسالة التحرير، سنكون أمام امتحانات لضمائرنا، إذا لم ننجح في نقل تلك الصلات إلى الأجيال الجديدة.
و إذا كان الشهيد قد قدم حياته فداء للوطن، وللقضية، و لأبناء أمته، فإنه قد أراد حياة له و لهم، غير الحياة التي ثار ضدها، و لقد أغدت الشهادة بهذا المفهوم وصية و أمانة.

وصية لنا نحن جيل نوفمبر، وأمانة تتناقلها الأجيال المتعاقبة عبر علاقة مستمرة و مبايعة متجددة.

كما أصبح الإخلاص للوصية وتأدية الأمانة وفق هذا المفهوم مرهونان بما نقوم به قولا يترجمه الفعل، على أرض الواقع من عمل يتطابق في منطلقاته وأهدافه مع المشحون القيمي الذي حفزهم على الثورة ويتناغم مع المرامي التي كانوا يتصورونها .



أيها السيدات الفضليات
أيها السادة الأفاضل

لاشك في أن اختيار 18 فبراير يوما وطنيا للشهيد، منذ أن تأسس في مثل هذا التاريخ سنة 1989، هو دليل على وجود هذه الإرادة للتواصل و للوفاء .

لقد تميز هذا الشهر بمحطات تاريخية هامة، وحوادث مؤلمة، ولعل تأسيس المنظمة السرية بتاريخ 18 فيفري سنة 1947، التي مهدت لخيار الكفاح المسلح، وكذا طرح القضية الجزائرية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 فيفري 1957، كانا من بين أهم تلك المحطات، هذا و تميز إضافة إلى ذلك بمحن شديدة تمثلت في بلوغ العدوان الإستعماري قمة وحشيته يوم قام بإعدام مجموعات كبيرة من المجاهدين أمام إخوانهم الجزائريين، ويوم تنفيذ فرنسا لواحدة من أبشع التجارب النووية السطحية في ناحية رقان، بتاويخ 13 فيفري 1960، و يوم أن قررت في مثل هذا الشهر إنشاء المناطق المحرمة، وإقامة الأسلاك الشائكة المكهربة، وزرع ملايين الألغام المضادة للأفراد التي مازال جيشنا يعكف على إزالتها إلى اليوم، دون أن ننسى الجريمة المقترفة على ساقية سيدي يوسف، يوم 8 فيفري 1958، وغير ذلك كثير من وجوه و أنماط ضريبة المعاناة التي بلغ بعضها الأوج في هذا الشهر، وتوزع الباقي على كل يوميات الثورة التحريرية المباركة.
و إذا كان لي أن أعيد ما أشرت إليه قبل قليل، فإنني، أؤكد على الأهمية التي يمثلها الرصيد الذي خلفه شهداؤنا الأبرار ليس فقط من جانب المعرفة التاريخية الصرف، في مقارعة الصعاب و في مجابهة التحديات، ولكنها أيضا تفيد حتى في صياغة وعي جديد يتكامل و يكمل مسار تضحياتهم و لا يُنْقِضُهَا أو يتناقض معها.
و في تصوري، فإن هذا الأمر قد أصبح فرض عين على جميع إخواننا من المجاهدين الذين عرفوا أولئك الرجال وقاسموهم لحظات البطولات والأمجاد.

فرض عين لا بسبب الحاجة التاريخية الصرف فقط، بل لأن معايير البقاء و إثبات الوجود على تضاريس الخريطة العالمية الجديدة، وتداخل النظم الإقتصادية والإجتماعية والعقائدية، من شأنه أن يحجب الرؤى ويحرف المسار عن جادته ما لم نتمسك بالقدر المطلوب من رصيد هؤلاء الأبرار، من آبائنا و إخواننا.



أيها السيدات الفضليات
أيها السادة الأفاضل

إذا كنت أهتم بالجانب التاريخي في تشكيل الوعي بالحاضر، فإنني في ذات الوقت أميز بين الرؤية الماضوية الصرفة والرؤية التاريخية الناضجة والهادفة، الأولى تروم الثبات فتتوقف عنده، والثانية ترى الأمر حركة دائمة وتجددًا مستمرًا لا يتوقف.

و لعلي لا أجانب الصواب، إذا قلت، أن العناية بالتاريخ و البحوث العلمية المتعلقة به التي شهدت حركة غير مسبوقة منذ بضع سنوات، هي التوجه الذي لا بد منه، لتوفير البيئة المناسبة لتشكيل هذا الوعي.

و إني لأشعر بالإرتياح إزاء ما ألاحظه من اهتمام متزايد بالإنتاج والبحث و استغلال الوسائل و الوسائط المختلفة المطبعية و الإعلامية والسمعية و البصرية، من الإنتاج وتدوين التاريخ، و تقديمه بطريقة مدروسة وهادفة.

إن ما حققناه من إثراء للمكتبة التاريخية، و ما أسسناه من ورشات للبحث العلمي التاريخي، و ما اقتحمناه من مجالات جديدة في ميدان التوظيف الفني و السينمائي والوثائقي، و في السعي لاستغلال الفضاءات المناسبة لإقامة معالم تاريخية، تلك الإنجازات التي تزداد اتساعا وجودة أصبحت تمثل منظومة فنية و ثقافية، تتكامل و تفرز العمل الذي تنجزه على الأصعدة الأخرى الرامية إلى الإبقاء على شواهد الثورة بأحداثها و مواقعها ومواقفها ماثلة بيننا تنبض بالدلائل، وتسترشد بها الأجيال فيما تقتحمه من مجالات و ما تبذله من أعمال، و هي بعض من الغايات التي تستهدفها من إقامة المتاحف، تشييد المعالم، وصيانة مقابر الشهداء، وترميم مراكز التعذيب و غيرها من الآثار التي تشهد على معاناة الشعب الجزائري.
و هي كلها تصب في المجرى الذي أوليه كل عنايتي، وهي التمكين وتوطيد أركان المدرسة الجزائرية للتاريخ، التي هي وحدها المخوّلة لأن تعبر بصدق عن تطلعات المواطنين إلى معرفة تاريخهم من مصادره الأصلية وبلا تزييف أو تحريف.

و إني على يقين، بأننا كلما ثبتنا أقدامنا و اكتمل وعينا بالقيم و الدوافع التي حركت جيل الثورة، و زرعت في كيانه تلك الطاقة العظيمة للإنتفاض والإصرار على الخلاص، كلما ازددنا نجاحا في تحقيق الإضافات المطلوبة على ذلك المسار الذي ابتدأ في غرة نوفمبر 1954، و في مقدمة ذلك إزالة آثار المسخ و التشوهات التي أصابت بعض الأجزاء من هُوِيَّتِنَا والتي ما فتئتُ أنبه إلى الأهمية التي تمثلها عملية العناية بهذه الجوانب بالتصحيح أو الترميم أو الإثراء أو التجديد بحسب الأحوال.
و أعتقد في هذا السياق و بصرف النظر عمن يتقوّلون بغير إدراك أو رؤية، أو غيرهم ممن تقودهم نوازع و أغراض يعرف الشعب الجزائري محركاتها ومصباتها، أن دسترة العلم الوطني، والنشيد الوطني، والعناية بتدريس التاريخ الوطني باتت من الأولويات الملحة لحفظ أركان مهمة من أركان الهوية الوطنية، والأمانة التي تركها لنا الشهداء و هي أن تبقى الجزائر حرة سيدة، مستقلة، عزيزة، موحدة لا ذائبة في الغير ولا مبتورة عن امتدادها الأصيل.

إننا و بقدر ما أوليناه من عناية بتاريخ ثورة التحرير، والمقاومة الوطنية، حرصنا على تعبئة الموارد الموجهة إلى صون مكانة المجاهد ومكانة الشهيد عبر ذويه في سلم القيم من خلال العناية بتحسين الأوضاع المعيشية والإجتماعية وتوسيع نطاق الرعاية الصحية و النفسية للمستحقين من المجاهدين و ذوي حقوق الشهداء.

موازاة مع هذه التدابير التي مست جميع المجاهدين وذوي الحقوق، وانتقلت بهم إلى حال أفضل، فقد نفذت برامج مكثفة و سريعة لمضاعفة طاقة الاستقبال في مراكز الراحة والمتابعة الطبية و النفسية بتوسيع الموجود منها و إقامة مراكز أخرى جديدة مع الحرص على نوعية الخدمات و طريقة التكفل التي بات علينا أن تتكيف وفق الأوضاع العمرية والصحية لقاصديها من طالبي الخدمات.

و لقد اتجه اهتمامنا علاوة على هذا بتوسيع و تطوير نطاق التكفل بالجانب الإجتماعي و نوعية الخدمات بتسخير التقنيات الحديثة، في مجال صرف المنح و معالجة و دراسة الملفات والطعون و العناية بالتسهيلات المخولة للمجاهدين وذوي الحقوق في مجال النقل و السكن و غير ذلك مما يساعد على العناية بهذه الفئة و رفع الغبن عنها لاسيما و أنها أصبحت في حاجة إلى هذه الخدمات نتيجة التقدم في السن و تطور المضاعفات الناجمة عن المعاناة الجسدية التي ورثتها من أعوام الثورة و من العقود التي أعقبت الاستقلال وكانت فيها هذه الفئة في مقدمة من واصلوا العمل و التحول إلى جبهة البناء و المساهمة في وضع أسس المرحلة الجديدة، و الوقوف بعين الحارس المتيقظ و المبادر الملبي للنداء في كل مرة ينذر فيها المسار الوطني بخطر داهم أو ضرر وشيك.

و لم يعد هناك مجال من شك بان هذه الشريحة وقد نالت حقها المشروع، و شهدت في السنوات الأخيرة الاستجابة الجدية لما كانت تتمناه منذ سنوات لم تعد فقط تشعر بالعيش الكريم و حسن التكفل بظروفها الصحية والنفسية، ولكنها اطمأنت في نفس الوقت إلى أن الاستجابة لاحتياجاتها اليومية والتخفيف من معاناة العيش لديها هو صورة أخرى للتعبير عن التقدير والاحترام لما قدمته من تضحيات، وهو إلى جانب ذلك يمثل وجها آخر للجهد الشامل الذي تبذله الدولة لتوسيع نطاق الاستجابة الفعلية والتدريجية للمطالب الحقيقية التي تشغل بال الأغلبية من المواطنين، وقد آثرنا أن تكون مرتبطة بما يتحقق من نتائج ملموسة على صعيد الإنعاش الاقتصادي وتحريك دواليب الإنتاج وتوسيع مجالات الاستثمار بدلا من التوزيع السهل الذي لا تؤمن عواقبه.

و آثرنا في كل هذا أن يكون التجاوب مع هذه الاحتياجات قائما على منهجية تراعي الأولويات الملحة لدى هذه الفئة و توفير أدوات الاستجابة لها بصورة عادلة و فعالة وبدون أخطاء، كما تراعى قدرات البلاد والتطور و تقديم برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي يجعل هذه الاستجابة للمطالب جزء من التحسن الاقتصادي والاجتماعي الشامل يخص جميع المواطنين. و لذلك توخينا إصدار القوانين والمراسيم التي تعطي لهذه الجوانب طابع الديمومة والاستمرار، و توفر لها الأطر المثلى للعدالة و الشفافية وحسن التدبير.



أيها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
و نحن نحيي في هذا اليوم ذكرى الشهداء، هؤلاء الذين انتفضوا من رماد القهر و التخلف الذي سلطه علينا الإستعمار، هؤلاء الذين أدركوا المفاتيح الصحيحة للحل، والمدخلات الحقيقية للقضية.

حري بنا و هم القدوة و المنارة أن نستلهم منهم ما يجب من العزم والإدراك و التصميم.

لا مراء في أننا نقطع كل يوم خطوات كبيرة على صعيد التعليم والصحة و المنشآت القاعدية.

و لا يمكن حتى للمشككين والجاحدين أن ينكروا أن الجزائر تتقدم، و تتطور بنسب مطردة و في مختلف المجالات، و بكيفية تجعلها بمنأى عن النكوص أو الإنكفاء.
لكنني، أرى الحاجة إلى المزيد من الإرواء بالوطنية لكل ما نقوم بإرسائه وإضافته إن على الصعيد البشري، أو على صعيد المرافق و المنشآت التي نبنيها و تستهلك منا الجهد والأموال.

مفيد أن يصبح اليوم لدينا ربع السكان في مقاعد الدراسة بأطوارها المختلفة .

و مفيد أيضا أن تقتطع الدولة النسبة الأعلى من الميزانية لكي توفر لكل جزائري يافع حقه و فرصته في التعلم و الأخذ بأسباب القوة في العصر الحديث.

إلا أنه مع كل ذلك سيكون مفيدٌ أكثر إذا تخرج هذا اليافع و قد تحول إلى شاب مقتدر متحكم في الإمكانيات والتجهيزات العلمية و العملية و عقله هنا في الجزائر ومصيره مرتبط بالجزائر.

و سيكون مفيدًا كذلك إذا نجح الوطن في تجنيد كل طاقته البشرية وإمكانياته المتوفرة في عملية البناء على كل المستويات و في جميع المجالات.

و إني لأعتبر إدخال موقع المرأة الجزائرية في التعديل الدستوري الأخير لا يمثل إحقاقًا لحق ظل مشوبا بالكثير من التأويل الخاطئ، و المد و الجزر حيال المكانة التي يجب أن تتوفر لنصف المجتمع الجزائري، و لكنه كذلك سد أمام أي تراجع عن المكاسب التي حققتها المرأة على صعيد التعليم والعمل و تشجيع لها على اقتحام الميادين الأخرى و فتح مستقبل حافل لها في مدارج العمل، ومسالك المشاركة والإبداع .

إن الوطن بِرُمَّتِهِ يعيش مؤشرات إقتصادية واعدة ، و يعرف تحولات إيجابية واقعية يلمسها الجميع.

و باستثناء بعض الأصوات التي يحلو لها احتراف مهنة التغريد خارج السرب فإنه لا بد من الإشادة بجهود جميع الكفاءات الوطنية المخلصة التي استطاعت أن تحول القطاعات العديدة في المجال الإجتماعي، و في مجال المنشآت الكبرى و النقل بأصنافه والمياه و الطاقة وغيرها من المجالات إلى ورشات نشطة و إلى حركة دؤوبة تجمع الليل بالنهار و تضيف يوما بعد يوم ما يدنو بنا نحو الأهداف التي ننشدها و يتطلع إليها جميع أبناء الأمة.

تحققت هذه الحركية بالرغم من المعوقات الموروثة عن سنوات المحنة ومراحل الركود، التي عملنا على التغلب عليها، و بالرغم كذلك مما طرأ على الأوضاع الإقتصادية العالمية من تدهور واضطراب مالي معقد لم تتضح مخارجه بعد.

و إذا كنا نجحنا على مدار السنوات السابقة في تذليل الصعوبات المتشابكة و المعقدة التي كانت مطروحة بحدة إما بفعل الإرهاب و التخريب، و إما بسبب ما سبق أو صاحب ذلك من لغو وغلو ولغط و إضاعة للتوجهات والإحداثيات.

و إذا كنا قد توفقنا و لله الحمد في إعادة العقول إلى رؤيتها و هدوئها، ورسمنا اتجاهاتها، ووفرنا ما يلزم، لكي تستعيد التنمية الحقيقية أنفاسها.

و الجزائر اليوم في كامل ربوعها تعيش نسائم الواقع الجديد وتتلمس الثمار المحققة في حقول المنشآت الضخمة من البرامج المكثفة للسكن والصحة والتعليم و الرعاية الإجتماعية وغيرها.

و هي في هذا و ذاك تزاوج بين تلبية المطالب اليومية للمواطنين والتقدم أكثر فأكثر في تنفيذ الإستراتيجية الشاملة التي تقوم على إنجاز المشاريع الكبرى التي ستغير وجه الجزائر في الأجل القريب و تضعها بالفعل في المواقع المتقدمة ضمن كوكبة الدول التي نجحت في النهوض وإثبات الوجود.

و إذا كنا قد حققنا ذلك كله، فإننا بإذن الله، و ما دامت النوايا صادقة والإرادة موجودة و الوفاء لتضحيات الشهداء قائم، فسنستطيع التأسيس لمراحل أخرى أكثر تطورًا وإشراقًا. وبإمكاننا المضي في طريق التقدم والنهوض بالرغم من الإعصار الإقتصادي و المالي الذي يضرب أكبر القلاع الإقتصادية في العالم ما دمنا معتمدين على طاقتنا و قدراتنا الذاتية، ومحافظين على جديتنا وعقلانيتنا ودقة حساباتنا.

إن قناعتي بأنه طالما تشبثنا بإرادتنا في البناء وعولنا على مواردنا وأحسنا توظيفها، وكرسنا كل طاقتنا لخدمة أهداف محسوبة فإن النجاح سيكون حليفنا لا محالة.

كانت هذه هي كلمة القوة و التفوق عند الشهداء وعند المجاهدين الذين سطروا لثورة نوفمبر، هؤلاء الذين لم يأبهوا بقوة العدو و ترتيباته طالما اقتنعوا بما آمنوا به وأعدوا له ما يلزم ليحولوه إلى فعل ينبض بالحياة.

و حقيق بالجيل الحاضر أيضا أن يتأسى بذلك الرعيل وفي يده ما لم يكن في أيدي أسلافه من مصادر القوة والتفوق و الانتصار، أقول حقيق به وواجب عليه أن يمضي حيث يريد، وسيرى كم هو مفيد التأسي بالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، وهكذا هم أيضا بيننا، و ينبغي أن يظلوا أحياء نعطيهم حقهم و نقتدي بمسارهم عبر الوفاء لمنهجيتهم في مجابهة الصعاب و اقتحام التحديات والاستعانة بمناقبهم في المعارك الراهنة لإثبات الوجود في عالم يعج بالرهانات المتعددة ، و يحتاج بالرغم من اختلاف الوسائل و طبيعة التحديات إلى قبس من الإرادة و الإقدام الذي حرك ذلك الرعيل الفذ من جيل نوفمبر الخالد فخاضها معركة للمصير وحقق على يديه ما أراد من المصير.

فرحم الله شهداءنا الأبرار و أسكنهم واسع الجنات وجزاهم عنا بجنات الرضوان و حفظ الله المجاهدين ووقاهم من كل مكروه.

و شكرا للجميع على وقفة الذكرى هذه و على كرم الإصغاء .
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .





ابوبلال
عضو ممتاز

عدد الرسائل : 105
تاريخ التسجيل : 12/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى