كلمة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية بتاريخ 12 سبتمبر 1946
صفحة 1 من اصل 1
كلمة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية بتاريخ 12 سبتمبر 1946
مؤتمر فلسطين - كلمة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج1، ص 737 - 838"
كلمة
حضرة صاحب السعادة عبد الرحمن عزام باشا
الأمين العام للجامعة العربية
ألقيت في مؤتمر فلسطين بلندن (*)
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946
قال حضرة صاحب السعادة عبد الرحمن عزام باشا: ان ليس لديه ما يضيفه الى ما أدلى به من سبقه من أعضاء الوفود العربية سوى النزر القليل لانهم أوفوا القضية العربية حقها واعطوا البراهين القاطعة على عدالتها، وأعرب سعادته عن أسفه لتغيب مندوبى عرب فلسطين ولكنه أكد انهم يشاركون الوفود العربية الرأى وأنهم لا شك سيقاومون ويعارضون مشروع نظام الاتحاد.
وهنا نوه سعادته بأنه كان يتمنى بعد سماعه أقوال الوفود العربية أن يدلى بنفسه بوجهة نظر اليهود نظرا لتغيب مندوبيهم ولكنه أردف بقوله أن هذا بلا شك ما سيفعله البريطانيون لان العرب اعتادوا فى المؤتمرات السابقة أن يسمعوا وجهة النظر اليهودية من البريطانيين أنفسهم وعاد فقال ربما لم يكن هذا مقصودا ولكن الواقع ان العرب كانوا دائما يجدون انفسهم مضطرين الى التساهل رغبة في ملاقاة وجهه نظر البريطانيين.
ولو كان الأمر قاصرا على البريطانيين وحدهم لتوصل هذا المؤتمر الى اتفاق فى بحر يومين أو ثلاثه أيام على الاكثر فليس وجود البريطانيين فى فلسطين الا مؤقتا ولن يعدم العرب وسيلة للاتفاق معهم ولكن لسوء الحظ كلما دعت الحالة العرب لمقابلة البريطانيين تحتم عليهم فى نفس الوقت مقابلة اليهود.
واسطرد عزام باشا يقول: ان عرب فلسطين لن يقبلوا المشروع المقترح فاذا كان القصد منه التحالف فهم لاشك رافضون فكرة تجزئة البلاد الى مقاطعات واذا كان القصد منه التقسيم فهم أيضا رافضون لانهم لن يسمحوا بتحول أى جزء من بلادهم الى شعب غريب، وقد كان من المحتمل طرحه على بساط البحث لو كانت قد قضت به المصلحة الادارية غير أن الأمر ليس كذلك فهم يعلمون أن القصد الرئيسى منه ادخال المائة ألف يهودى الذين ألح الرئيس ترومان بشدة فى قبولهم.
وهنا تساءل عزام باشا عن السبب الذى حدا بالرئيس ترومان أن يختار - مائة ألف دون تسعة وتسعين ألف أو مائة ألف وألف مثلا، وأجاب على هذا السؤال بقوله لعله شغف الرئيس بالاصفار.
فلو فرضنا أن العرب قبلوا العمل برأيه لأدى ذلك الى رضاهم بسلخ جزء من بلادهم ثم قبول ادخال 100,000 يهودى وبعد ذلك السماح بتدفق اليهود الى البلاد وقتما وكيفما يشاءون. واستمر عزام باشا فى خطابه فقال، ان اليهود الذين يرسلون الآن الى فلسطين من أوروبا جنود منتقون مجندون خصيصا للقتال: فمن مصلحة البلاد اذن أن يوقف تيار هذه الهجرة نعم حري بمصلحة البلاد أن يوضع حد لهذا التجنيد و أن يوقف تدفق هؤلاء الجنود اليها لأن فلسطين فى أشد الاحتياج الى الأمن والسلام.
والحقيقة هى أن هذا المشروع دبر لأغراض سياسية محضة وليس بقصد اصلاح ادارة البلاد فهو لو طبق لما أفلح فى تهدئة خواطر الارهابيين حتى ولو كان ذلك هو المقصود لأن اليهود يركضون وراء انشاء وطن قومى يضم ليس تل أبيب أو منطقة معينة فى فلسطين فحسب بل فلسطين بأجمعها وبعد ذلك شرق الأردن أيضا وليس ثمة وسيلة لوضع حد لجشعهم.
ولن يصلح المشروع أيضا لاستتباب الأمن فى البلاد لأنه لا سبيل مطلقا لكبح جماح الارهابيين بممالأتهم.
واذا نظرنا الى هذا المشروع من جهة عملية محضة لانتهى بنا كذلك الى منطقة يهودية يكون العرب فيها أقلية مآلها لا شك للطرد، وأخرى عربية يقطنها بدورها أقلية يهودية من الصعب التوصل الى طريقة للتعامل معها.
وختم عزام باشا خطابه بقوله: ان اعتراضات العرب على المشروع هى اعتراضات مبنية على أسس عملية مما يثبت أن المشروع لم يكن وليد الرغبة فى الاصلاح الادارى بل هو مصدر خطر على ذلك البلد الصغير مهددا استتباب الامن فيه ومعرضا كيانه الاقتصادى للدمار، لذلك يعترض العرب عليه ويرفضونه بالاجماع.
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج1، ص 737 - 838"
كلمة
حضرة صاحب السعادة عبد الرحمن عزام باشا
الأمين العام للجامعة العربية
ألقيت في مؤتمر فلسطين بلندن (*)
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946
قال حضرة صاحب السعادة عبد الرحمن عزام باشا: ان ليس لديه ما يضيفه الى ما أدلى به من سبقه من أعضاء الوفود العربية سوى النزر القليل لانهم أوفوا القضية العربية حقها واعطوا البراهين القاطعة على عدالتها، وأعرب سعادته عن أسفه لتغيب مندوبى عرب فلسطين ولكنه أكد انهم يشاركون الوفود العربية الرأى وأنهم لا شك سيقاومون ويعارضون مشروع نظام الاتحاد.
وهنا نوه سعادته بأنه كان يتمنى بعد سماعه أقوال الوفود العربية أن يدلى بنفسه بوجهة نظر اليهود نظرا لتغيب مندوبيهم ولكنه أردف بقوله أن هذا بلا شك ما سيفعله البريطانيون لان العرب اعتادوا فى المؤتمرات السابقة أن يسمعوا وجهة النظر اليهودية من البريطانيين أنفسهم وعاد فقال ربما لم يكن هذا مقصودا ولكن الواقع ان العرب كانوا دائما يجدون انفسهم مضطرين الى التساهل رغبة في ملاقاة وجهه نظر البريطانيين.
ولو كان الأمر قاصرا على البريطانيين وحدهم لتوصل هذا المؤتمر الى اتفاق فى بحر يومين أو ثلاثه أيام على الاكثر فليس وجود البريطانيين فى فلسطين الا مؤقتا ولن يعدم العرب وسيلة للاتفاق معهم ولكن لسوء الحظ كلما دعت الحالة العرب لمقابلة البريطانيين تحتم عليهم فى نفس الوقت مقابلة اليهود.
واسطرد عزام باشا يقول: ان عرب فلسطين لن يقبلوا المشروع المقترح فاذا كان القصد منه التحالف فهم لاشك رافضون فكرة تجزئة البلاد الى مقاطعات واذا كان القصد منه التقسيم فهم أيضا رافضون لانهم لن يسمحوا بتحول أى جزء من بلادهم الى شعب غريب، وقد كان من المحتمل طرحه على بساط البحث لو كانت قد قضت به المصلحة الادارية غير أن الأمر ليس كذلك فهم يعلمون أن القصد الرئيسى منه ادخال المائة ألف يهودى الذين ألح الرئيس ترومان بشدة فى قبولهم.
وهنا تساءل عزام باشا عن السبب الذى حدا بالرئيس ترومان أن يختار - مائة ألف دون تسعة وتسعين ألف أو مائة ألف وألف مثلا، وأجاب على هذا السؤال بقوله لعله شغف الرئيس بالاصفار.
فلو فرضنا أن العرب قبلوا العمل برأيه لأدى ذلك الى رضاهم بسلخ جزء من بلادهم ثم قبول ادخال 100,000 يهودى وبعد ذلك السماح بتدفق اليهود الى البلاد وقتما وكيفما يشاءون. واستمر عزام باشا فى خطابه فقال، ان اليهود الذين يرسلون الآن الى فلسطين من أوروبا جنود منتقون مجندون خصيصا للقتال: فمن مصلحة البلاد اذن أن يوقف تيار هذه الهجرة نعم حري بمصلحة البلاد أن يوضع حد لهذا التجنيد و أن يوقف تدفق هؤلاء الجنود اليها لأن فلسطين فى أشد الاحتياج الى الأمن والسلام.
والحقيقة هى أن هذا المشروع دبر لأغراض سياسية محضة وليس بقصد اصلاح ادارة البلاد فهو لو طبق لما أفلح فى تهدئة خواطر الارهابيين حتى ولو كان ذلك هو المقصود لأن اليهود يركضون وراء انشاء وطن قومى يضم ليس تل أبيب أو منطقة معينة فى فلسطين فحسب بل فلسطين بأجمعها وبعد ذلك شرق الأردن أيضا وليس ثمة وسيلة لوضع حد لجشعهم.
ولن يصلح المشروع أيضا لاستتباب الأمن فى البلاد لأنه لا سبيل مطلقا لكبح جماح الارهابيين بممالأتهم.
واذا نظرنا الى هذا المشروع من جهة عملية محضة لانتهى بنا كذلك الى منطقة يهودية يكون العرب فيها أقلية مآلها لا شك للطرد، وأخرى عربية يقطنها بدورها أقلية يهودية من الصعب التوصل الى طريقة للتعامل معها.
وختم عزام باشا خطابه بقوله: ان اعتراضات العرب على المشروع هى اعتراضات مبنية على أسس عملية مما يثبت أن المشروع لم يكن وليد الرغبة فى الاصلاح الادارى بل هو مصدر خطر على ذلك البلد الصغير مهددا استتباب الامن فيه ومعرضا كيانه الاقتصادى للدمار، لذلك يعترض العرب عليه ويرفضونه بالاجماع.
مواضيع مماثلة
» برقية الرئيس هواري بومدين إلى الدكتور كورت فالدهايم، الأمين العام للأمم المتحدة، حول نشوب الحرب في الشرق الأوسط.
» بيان المجلس الوزاري لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط.
» الاثار الاقتصادية للإنضمام الدول العربية للمنظمة العالمية للتجارة تابع
» اطلس الدول الفرنكفونية
» كلمة السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية
» بيان المجلس الوزاري لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط.
» الاثار الاقتصادية للإنضمام الدول العربية للمنظمة العالمية للتجارة تابع
» اطلس الدول الفرنكفونية
» كلمة السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى