الشعور و اللاشعور (الجزء02)
صفحة 1 من اصل 1
الشعور و اللاشعور (الجزء02)
*الأحـلام Les Rêves : ان الرغبات التي لم تجد النور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوال مراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبة اللاشعورية التي تبعث الحلم يسميها بالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كما يراه الحالم ، ثم يتذكره فيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عن المتاعب النفسية التي يعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثير الميول و الرغبات ، و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي لباسا اسودا لأنها ترغب في وفاة زوجها المسن ؛تى تعيد الزواج بشاب يسعدها ، وأخرى ترى في الحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و اخرى ترغب في إنجاب ولد فترى نفسها في الحلم تدخن..الخ *النسيان L'Oublie : وراءه رغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرح كبرياءنا ، حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز عن تشخيص مرضها ، و عندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنا لانجاز الوعد *فلتات اللسان و زلات القلم و خطا الادراك ، مرتبطة كلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل على ميلنا الحقيقي ، فعندما ننادي شخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، و يروى عن رئيس برلمان النمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفع الجلسة- بدل افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائج الجلسة/ الإعـلاء : هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن و المعرفة ، فما لم يتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشاف العلمي ، و نحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الى الشعور/ *التقمص ، عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لا شعوريا الى تقمص شخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامح الخارجية حتى يجلب الاهتمام* النكت Les Blagues : الإنسان و هو يسخر و ينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة منفذا للخروج ، كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و سخرية* الإسقــــاط / فنحن نميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها متواجدة عند الجميع ، فالغشاش يرى جميع الناس غشاشين ، والأناني يرى جميع الناس أنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح ،بطريقة لاشعورية
يقول فرويد ( إن اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي لا تتمتع بشهادة الشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء)
يقسم فرويد الجهــاز النفسيالى قوى ثلاثة ينتج عن العلاقة بينهما إما التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها من أفعال و ردود أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفق مبدأ اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و هو الجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما تقتضيه القوانين الاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moi هو الساحة التي يحتدم فيها الصراع بين الهو و الانا الأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباع رغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر في اللاشعور و تبقى حية محتفظة بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و على السلوك ، و كلما وجدت منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظة أو احلام النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضية
و يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هما غريزة الحياة أو الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهي مصدر كل لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر ، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند الطفل الذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في انتحار ، و دور المجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة التخريب .
نقد و تقييم / لا ينكر أحد النتائج الايجابية التي حققها فرويد بواسطة التحليل النفسي ، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفس البشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجة المصابين بالعقد السيكولوجية و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعل من اللاشعور مفتاحا لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميع مشكلات النفس البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافع التي تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرها لذلك لم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور بالنقص و الرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر أستاذه فرويد ، و راى أن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على المنبسط لاهتمامه بالعالم الخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا الى النظرية الجنسية . و هناك من رفض فرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة
يقول فرويد ( إن اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي لا تتمتع بشهادة الشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء)
الجهاز النفسي عند فرويد
يقسم فرويد الجهــاز النفسيالى قوى ثلاثة ينتج عن العلاقة بينهما إما التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها من أفعال و ردود أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفق مبدأ اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و هو الجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما تقتضيه القوانين الاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moi هو الساحة التي يحتدم فيها الصراع بين الهو و الانا الأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباع رغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر في اللاشعور و تبقى حية محتفظة بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و على السلوك ، و كلما وجدت منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظة أو احلام النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضية
و يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هما غريزة الحياة أو الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهي مصدر كل لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر ، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند الطفل الذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في انتحار ، و دور المجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة التخريب .
نقد و تقييم / لا ينكر أحد النتائج الايجابية التي حققها فرويد بواسطة التحليل النفسي ، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفس البشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجة المصابين بالعقد السيكولوجية و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعل من اللاشعور مفتاحا لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميع مشكلات النفس البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافع التي تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرها لذلك لم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور بالنقص و الرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر أستاذه فرويد ، و راى أن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على المنبسط لاهتمامه بالعالم الخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا الى النظرية الجنسية . و هناك من رفض فرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة
خلاصة إن البحث في حقيقة النفس البشرية والاطلاع على أسرارها ،ليس بالأمر السهل طالما أن الاكتشافات في هذا المجال تزداد يومبعد يوم ، هذا يدفعنا الى القول أن الحياة النفسية مركبة من شعور و لا شعور ، فالسلوك الذي نعجز عن تفسيره بواسطة الشعور نضطر الى تفسيره بواسطة اللاشعور حتى يكون له دلالة و معنى |
بالتوفيق ان شاء الله (ج-ف)
جحلاط فيصل- عضو جيد
- عدد الرسائل : 50
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 18/06/2009
مواضيع مماثلة
» هل القيمة الخلقية نسبية أم مطلقة ؟ (الجزء02)
» الفلسفة الموضوع3و1
» الشعور واللاشعور (الجزء01)
» الحياة بين التجاذب و التنافر . - الشعور بالانا والشعور بالغير -
» الفلسفة الموضوع3و1
» الشعور واللاشعور (الجزء01)
» الحياة بين التجاذب و التنافر . - الشعور بالانا والشعور بالغير -
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى