هل للعــــــادة أثر سلبي أم ايجابي ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل للعــــــادة أثر سلبي أم ايجابي ؟
العادةL’ Habitude
الإشكال/ هل للعادة اثر سلبي أم ايجابي ؟
الإشكال/ هل للعادة اثر سلبي أم ايجابي ؟
ا- للعادة أثر سلبي/ وهي انحراف في حياة الفرد ،وما يبرر ذلك مايلي :العادة سلوك آلي يسبب الروتين و الملل والقلق و الركود ،وسلوك منغلق لا يتجدد،يستبد الإرادة و يقضي على المبادرات الفردية ، فيصبح الإنسان يكرر نفس الأفعال يوميا دون ابداع ولا تجديد يذكر ، فيكون شبيه بالآلة خالية منت كل معاني الحياة يقول الشاعر الفرنسي سولي برودوم S.Prudhome ( إن جميع الذين استولت عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات ) وبعض العادات تحدث تشوهات جسمية ،وينتج هذا عن كثرة استعمال عضلات معينة و إهمال العضلات الاخرى ، فنلاحظ مثلا أن الكتف الأيمن للنجار أعلى من كتفه الأيسر ، كذلك الأمراض المهنية ناتجةكلها عن العادة المكتسبة في العمل . والعادة تقضي على كل تفكير نقدي ، وتمنع كل تحرر من الأفكار القديمة من خرافات وأساطير التي تشكل عائقا امام تقدم العلم وانتشاره ، لقدت لقى أصحاب نظرية مركزية الشمس لكوبرنيك وغاليلي معارضة شديدة من قبل رجال الكنيسة الذين تعودوا على نظرية مركزية الأرض لبطليموس ، ونفس العوائق تلقاها الانبياء والرسل والمصلحين في تغيير أخلاق مجتمعاتهم ،/ والعادة تضعف الحساسية و تقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية الإنشائية ،فالمتعود على اللهو يرى الحياة كلها عبث ،والمتعود على البؤس يرى العالم كله شقاء ، والعادة أيضا عائق بيداغوجي لأن المتعود على الحفظ الآلي لا يتجاوب مع أسئلة الذكاء يقول جون جاك روسوJ.JROUSSEAU ( خير عادة أن لا نعتاد علىشيئ)
النقد/ ان هذه المساوئ لا تتعلق بطبيعة العادة ، وإنما بضعف الإرادة ، فمن كانت إرادته قوية جعل من العادة أداة تكيف،ومنةضعفت إرادته بقي سجين عادته
ب- للعادة اثر ايجابي / انها اداة تكيف ،و الدليل على ذلك أن من تعود على عمل ما ينجزه بسهولة وباتقان وفي اقصر وقت مع بذل جهد ضئيل ، بخلاف غير المتعود عليه يجد صعوبة كبيرة في انجازه ،ويكثر الاخطاء ويرهق نفسه ،ويضيع الوقت فالعادة كما يرى آلان Alaine مصدر خبرة ونجاح . وتساعدنا العادة على اكتساب مهارات جديدة،فالمتعود على سياقة سيارة يجد سهولة في سياقة شاحنة ، والمتعود على الآلة الراقنة لا يجد صعوبة في استعمال جهازا علام آلي . كذل كالعادة تنظم حياة الفرد فتتحول الى برنامج عمل محدد في أوقات معينة ، فهناك وقت الدراسة و وقت الاستراحة ، ثم وقت الغذاء و وقت التسلية ووقت الصلاة ..الخ وكل هذا يجعل المرء يشعر بالانتظام والفعالية في الحياة ،وعندما لا ننجز عملا تعودنا عليه في لحظة معينة نشعر بالقلق و النقص كالذي يسهى عن آداء صلاته ،أو يغيب عن الدراسة . فالعادة اذن نظام و استقرار .والعادات الاجتماعية تميز الأمم و المجتمعات وتقرب الأفراد بعضهم البعض ،وتقوي فيهم روح الانتماء و الأخوة و التضامن ، اذ لا معنى لأي مجتمع دون ان يفرض على افراده عادات معينة تبقي على اصالتهم وتحافظ على هويتهمالتاريخية . والعادات الذهنية مهمة للحصول على المعرفة الصحيحة كالتعود على التساؤل و النقد و المناقشة واستعمال قوانين المنطق يقول ريكورRicoeur (لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه ، وانما فيما أفكر به ) لأن اللمواضيع تتغير و لكن طريقة التفكير تبقى ثابتة ، و أخيرا نرى ان العادات العضوية تمكن الجسم من التأقلم مع المحيط الجغرافي كالحرارة والبرودة والرطوبة ، فلون البشرة يتغير بتغير المناخ و المواسم وهذا دلالة واضحة على التكيف التلقائي مع الطبيعة
النقد/ إذا كان الفرد يشكو من بعض العادات السيئة ويرغب في التخلص منها دون جدوى مثل التدخين فهذا يعني أن العادة ليست دائما سلوك حيوي تكيفي بل عائق في الحياة.
الخلاصة / من خلال التحليل والمناقشة لمختلف الآراء يتبن لنا أن للعادة آثار سلبية و أخرى ايجابية ،وعلى المرء أن يتسلح بالارادة والوعي ليتجاوز مساوئ العادة و يستفيد من محاسنها فيعوض العادات السيئة بعادات حسنة فالعادة داء ومنها الدواء يقول شوفاليChevallet ( العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها )
جحلاط فيصل- عضو جيد
- عدد الرسائل : 50
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 18/06/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى