التحديات التي تواجه واضعي المنهج

التحديات التي تواجه واضعي المنهج

تفرض طبيعة عالمنا المتغير عدة تحديات أمام واضعي المنهج وفي مقدمة هذه التحديات:
الانفجار المعرفي: ربما يندهش أي واضع للمنهج إذا علم أن البشرية استغرقت 1750 سنة لأول تضاعف في معرفتها، و150 سنة لثاني تضاعف، و50 سنة لثالث تضاعف في معرفتها، و10 سنوات فقط لرابع تضاعف.
ولا شك أنه سيتساءل عن الزمن الذي سيستغرقه خامس تضاعف وما يليه من تضاعفات أخرى للمعرفة، وسيتوصل واضع المنهج إلى نتيجة مفادها أن اختيار المادة الدراسية للمنهج على أساس قيمتها وأهميتها أصبحت غير ممكنة، ذلك أن الانفجار المعرفي قد جعل من المستحيل محاولة اختيار المعرفة للمنهج، التي يمكن أن تكون مفيدة لمواطن الغد، وعلى هذا فان المعرفة في حد ذاتها لم تعد تعتبر أساسا مناسبا للمنهج.
الآلة والعقول الالكترونية: مع أن واضع المنهج يشاهد بإعجاب التطور السريع في مجال التشغيل الذاتي(الآلة) والعقول الالكترونية، فانه يراقب بحذر ما ترتب عليها من تعطيل لأيدي الإنسان وحواسه بل وعقله. وبالتالي تخلى كثير من الناس عن وظائفهم مرغمين للآلات، أي إعادة تهيئتهم وتدريبهم لأعمال أخرى.
كما أن العقول الالكترونية يمكنها أن تهضم كميات هائلة من المعلومات، وأن توضحها وتفسرها في ضوء عدد لا يحصى من العلاقات، وتوفر ملايين الساعات من عمل الإنسان.
وعلى هذا ينبغي على واضعي المنهج أن يكونوا واعين بالإمكانيات الهائلة، التي يوفرها العقل الالكتروني للبحث وتطوير المنهج، كما أن التدريب على استخدام الأجهزة الآلية والعقول الالكترونية ينبغي أن يكون ضروريا لكل المشتغلين بالمناهج.
وقت الـفـراغ: يضع المشتغلون بالمناهج في اعتبارهم ما يترتب على اختصار ساعات العمل، وبالتالي زيادة أوقات الفراغ. كما يضعون في اعتبارهم ما يترتب على زيادة عمر الإنسان نتيجة التحسن المستمر في مستويات المعيشة وتركه للعمل في سن مبكرة نسبيا، ما يترتب عليه طول الفترة التي يقضيها الإنسان في فراغ بعد اعتزاله العمل. ومن ثم ينبغي أن يراعي واضعو المنهج أهمية شغل وقت الفراغ بالنسبة للإنسان العصري في حاضره ومستقبله، وأن مشكلة وقت الفراغ تزداد حدتها مع التقدم الحضاري والاجتماعي للبشرية..
ويجب أن يواجه هذا التحدي من جانب واضعي المنهج بالعمل على إعداد الفرد، لكي يستفيد من وقت فراغه بطريقة مفيدة وبنّاءة تساعده على أن يستمتع بحياته.
الصراع الفكري: فهناك الصراع بين الإيديولوجيات المختلفة وهناك اختلاف وجهات النظر حول موضوع معين، ويرتبط بالصراع الفكري وكيفية تناول الموضوعات الشائكة في المنهج، فهناك بعض المسائل والأمور المعقدة، التي تختلف حولها وجهات النظر..
وعلى المعلم من خلال المنهج أن يتناول هذه المسائل بالمناقشة المنطقية والتفكير النقدي، ويجب أن يساعد المعلم التلميذ على تحديد جوانب الموضوع، وعن المعلومات المتصلة به، والوصول إلى أحكام مستقلة، ويجب أن يساعد المعلم التلاميذ على أن يكونوا مستعدين باستمرار لمراجعة الأحكام، التي توصلوا إليها في ضوء المعلومات الجديدة والظروف المتغيرة للمجتمع.


منقول عن جريدة الرائد