مصطلحات ومفاهيم الوحدة التعلمية الأولى في التاريخ ل زهير

ـ الثنائية القطبية
لغة:الانجذاب إلى قطبين مختلفين أو متناقضين، واستخدام لفظ قطبين دلالة على التناقض، وهو مرادف لفكرة الشرق والغرب التي لها نفس الدلالة.
اصطلاحا: مصطلح يدل على تقسيم أوربا بعيد الحرب العالمية الثانية لوصف طبيعة العلاقات بين الكتلتين المشكلتين بعد الحرب. إحداهما تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية وتتبنى دولها نظام الديمقراطية وفق المفاهيم الليبرالية كأساس للحكم والذي وفق النظرية الرأسمالية، والأخرى تزعمها الاتحاد السوفييتي وتتبنى دولها نظام الديمقراطية الشعبية كأساس للحكم وفق النظرية الاشتراكية.
و يتم التعبير عن الوضعية السابقة بعبارات مختلفة منها:
الكتلتين ( الكتلة الشرقية ـ الكتلة الغربية ): وأول من أطلق هذا التعبير رجل الدولة السوفييتي جدانوف أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للأحزاب الشيوعية في سبتمبر 1947. ويعبر ذلك عن الخريطة السياسية لأوربا قبل بروز دول شيوعية خارج أوربا. وقبل ظهور أطروحة(نظرية) ترومان
المعسكران ( المعسكر الشيوعي ـ المعسكر الرأسمالي): وهو توسعة للمفهوم السابق بظهور دول شيوعية خارج أوربا بدأ بنجاح الثورة الشيوعية في الصين 1949 بزعامة ماو تسي تونغ، وأصبح أكثر دلالة بعد تشكل الحلاف العسكرية.
الحرب الباردة
2ـالحرب الباردة (guerre froide): تعبير يطلق على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها في المعسكر الغربي الرأسمالي والاتحاد السوفييتي والدول الحليفة له في المعسكر الشرقي الشيوعي، في الفترة الممتدة من 1945 إلى 1989 . للدلالة على الصراع المتعدد الأوجه بين الطرفين ( أيديولوجي ـ مصلحي ـ سياسي ـ ثقافي ـ......). مع العلم أن البعض يفضل تفصيل الفترة التاريخية المذكورة كما يلي:
Eالحرب الباردة: 1947 ـ 1963 أو الحرب الباردة الأولى، وتتضمن هذه الفترة انتشار مفاهيم التعايش السلمي (1956 ـ 1962) دون أن تزيل وصفها على أنها مرحلة من مراحل الحرب الباردة.
Eالانفراج الدولي :1963 ـ 1975
Eالحرب المعتدلة (fraîche):1975 1991 أو الحرب الباردة الثانية.
3 ـ الستار الحديدي(rideau de fer) / (Iron Curtain): وهو الخط الوهمي الممتد من مدينة ستاتن Stettin الألمانية على بحر البلطيق إلى مدينة ترياست Triesteالايطالية على بحر الادرياتيك ، مارا على طول الحدود بين منطقة الاحتلال السوفييتي بشرق ألمانيا( ألمانيا الديمقراطية فيما بعد7 أكتوبر 1949) ومنطقة الاحتلال الغربية( ألمانيا الفيدرالية فيمابعد23 ماي 1949)وكلا من الحدود الغربية للمجر ويوغسلافيا.
أما دواعي تسميته بالستار الحديدي فتعود ال 5 مارس 1946 بفلتون _FULTON_ بالو.م.أ في خطاب ألقاه رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل ،بقوله:<< ...هناك ظلال وقعت على الدول التي سبق وأن أنيرت بانتصار الحلفاء، من ستاتن Stettin إلى ترياست Triesteوقع ستار حديدي على القارة...>> . ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلحا متداولا من قبل الدول الغربية للتعبير عن الحد الذي يفصل أوربا الوسطى عن أوربا الشرقية ، وبتعبير أخر يشير إلى كثافة التواجد العسكري السوفييتي شرق هذا الخط وعلى الحساسية الكبيرة التي تعرفها نقاط التماس خاصة في يوغسلافيا والمجر
 ـ التعايش السلمي 

: تعبير وظف للدلالة على السياسة الجديدة للسياسة الخارجية التي أعلن عليها الاتحاد السوفييتيلسان خروتشوف في فيفري 1956 والتي تهدف إلى تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مدمرة مع الولايات المتحدة ـ انتبه للفقرة بين عارضتين في المصطلح التالي ـ { تفصيل الأسباب والدوافع والمظاهر والنتائج في ملف الدراسة}.

الانفراج الدولي:

تعبير يستخدم لوصف العلاقات بين الشرق والغرب قي الفترة الممتدة من 1963 الى1975 . والتي ترتبت جراء أزمة الصواريخ في كوبا من أجل إزالة المواجهة المفتوحة بين القوتين الكبيرتين ، وبالنظر لما تملكانه من أسلحة. كما كانت الانشقاقات داخل كل معسكر من العوامل التي حفزت على استمراريته ـ وهناك إشكال يجب الانتباه إليه حول مصطلحي التعايش السلمي والانفراج الدولي، ودون الخوض في التفاصيل يمكن اعتبار الأول واحد من بين عوامل كثيرة أدت إلى الثاني ـ ومن مظاهر هذا الانفراج: التواصل المباشر عن طريق الخط الهاتفي المباشر
(الخط الأحمر:le téléphone rouge) بين الكرملين والبيت الأبيض ـ توقيع العديد من الاتفاقيات حول التسلح النووي(اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية [8]TNPفي 1968) ـ مفاوضات الحد من الأسلحة الإستراتيجية(SALT) من 1968 الى1972 وصولا الى اتفاقية هلسنكي(1975) . { سنفصل بقية المظاهر في ملف الدراسة}.
 ـ الأزمات الدولية: مصطلح يدل على جملة من الأحداث التي وصل فيها التوتر بين العملاقيين، إلى حافة المواجهة العسكرية المباشرة، وما صاحبها من تهديد باستخدام الأسلحة الإستراتيجية، وصوب أهداف على تراب البلدين( و.م.أ ـ الإ.س ) وتصنف هذه الأزمات كما يلي:
Eالمواجهات الأولى: أزمة اليونان(1947) ـ حصار برلين( 1948 ـ 1949) ـ الحرب الكورية (1950 ـ 1953)
Eالحروب الهامشية: الأزمة الكوبية(1958 ـ ......) وأزمة الصواريخ السوفييتية في كوبا(1962) ـ حرب الفيتنام(1959 ـ 1975) ـ المواجهة في أمريكا اللاتينية والتي تمثلت في دعم و.م.أ لأنظمة الحكم العسكرية الديكتاتورية ( أبرزها: بينوشي في الشيلي) و الإ.س للثوار ذوي التوجهات الشيوعية( أبرزهم :تشي غيفارا).
ملاحظة هامة: أزمة السويس (1956) من الأزمات الشديدة التعقيد، نظرا لكونها: شكل من أشكال التحرر وتصفية الاستعمار من جهة،وشكل من أشكال محاولة الاحتواء من المعسكرين وستخص بدراسة مميزة.
ـ سياسة الاحتواء: محاولة كل من الو.م.أ و الإ.س استغلال التحولات التي عرفتها بلدان العالم الثالث. توجيه الأوضاع لما يتجاوب مع نهجه السياسي والإيديولوجي وبما يخدم مصالحه الإستراتيجية، عن طريق الدبلوماسية والمساعدات الاقتصادية والمالية والعسكرية والدعم داخل أجهزة المجتمع الدولي، و دون اللجوء إلى القوة أو التهديد باستعمالها التي قامت عليها سياسة ملء الفراغ ل(ترومان). برزت هذه السياسة بعد فشلهما في توجيه الانتقاد لبلدان العالم الثالث بعد مؤتمر باندونغ (اندونيسيا:1955)[10] . كان من أبرزها في الوطن العربي مشروع إيزنهاور(1957).
8 ـ سياسة ملء الفراغ: نظرية سياسية أمريكية مستمدة من أطروحات هاري ترومان ونفذها ايزنهاور، حيث تقوم على فكرة أن ضعف الاستعمار الأوربي وانسحابه من العديد من مناطق العالم ترك فراغات سياسية، يمكن أن يستغلها الاتحاد السوفييتي أو تظهر بها إيديولوجيات تتعارض مع المصالح الغربية(والأهم الأمريكية طبعا). وبذلك فهي ترى أنها وحدها الكفيلة بالحلول محل الاستعمار التقليدي وكان من بين نتائج تطبيق هذه الفكرة: التدخل الأمريكي في الهند الصينية وما تبعه من حرب مدمرة في الفيتنام، و في الشرق الأوسط منذ عام 1956. كما كانت هي الدافع وراء تنظيم الانقلابات العسكرية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والتي كانت تتم بتدبير من المخابرات الأمريكية CIA.