سندات مهمة 1
صفحة 1 من اصل 1
سندات مهمة 1
الملك فيصل وريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر
إعداد محمد علي صالح
في الشهر الماضي، رفعت دار الوثائق الوطنية في واشنطن، السرية عن وثائق من عهد ادارة الرئيس نيكسون (1968 ـ 1974). عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتبدأ «الشرق الأوسط» اعتبارا من اليوم في نشر حلقات من قراءات اجرتها في الوثائق التي تكشف كنزا من المعلومات، وتبدأ بوثائق عن العلاقات السعودية ـ الأميركية. وبينها خطابات الملك فيصل الى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، ومحاضر اجتماعات اخرى بين مسؤولين سعوديين وعرب واميركيين ومحاضر اجتماعات بين الملك فيصل وهنري كيسنجر في الرياض، والدور السعودي في تقريب العلاقات بين واشنطن والقاهرة بعد حرب 1973. كانت تلك سنوات حرب اكتوبر، عندما هاجمت مصر وسورية اسرائيل، لاسترجاع اراضيهما المحتلة. وعندما تضامنت الدول العربية، واوقفت تصدير النفط الى أميركا وأوروبا (سنة 1973). وعندما وقعت مصر وسورية في جانب واسرائيل في الجانب الآخر اتفاقيات فك الاشتباك. وعندما استأنفت الدول العربية ارسال النفط (سنة 1974). وعندما بدأ التعاون الاستراتيجي بين السعودية واميركا (سنة 1974).
وأكد العاهل السعودي الراحل الملك فيصل، وكرر، في خطاباته الى نيكسون، وفي اجتماعه مع وزير خارجيته، هنري كيسنجر، الموقف السعودي بوجوب انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب سنة 1967. وربط الملك فيصل بين ذلك وبين استئناف إرسال النفط. وربط بين ذلك وبين انسحاب اسرائيل من الأراضي الإضافية التي احتلتها في حرب اكتوبر (مفاوضات فك الاشتباك).
وهذه مقتطفات من بعض خطابات الملك فيصل الى نيسكون. (كل الخطابات باللغة العربية. وتبدأ باسم الله الرحمن الرحيم. وتنتهي بالتاريخ الهجري والميلادي، وبتوقيع جلالته. ويستعمل أحيانا «انا»، وأحيانا «نحن»).
وفي البداية، خطابان من هنري كيسنجر الى الرئيس نيكسون كخلفية تاريخية، تشرح خطابات الملك فيصل الى نيكسون:
* الموضوع: زيارة سعود الفيصل (نائب وزير النفط) - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس - ريتشارد نيكسون - التاريخ: 23 ـ 2 ـ 1973
* «ستقابلون غدا الأمير سعود الفيصل (نائب وزير البترول). وتذكرون انكم قابلتموه في الصيف الماضي خلال المفاوضات، بقيادة السعودية، بين الدول المصدرة للنفط (اوبك) وشركات النفط. في ذلك الوقت، تم التوقيع على اتفاقية رسمت الطريق للمستقبل البعيد للعلاقات بين السعودية والكويت وقطر في جانب، وشركات النفط في الجانب الآخر.
لكن، في الوقت الحاضر، صار الموضوع الرئيسي هو المفاوضات حول قرار شاه ايران بتغيير العلاقة مع شركات النفط. وفي اهتمام، ينظر السعوديون الى تلك المفاوضات. وقالوا لنا انهم سيعيدون النظر في اتفاقيتهم مع شركات النفط، اذا حصل شاه ايران على عرض افضل مما حصلوا هم عليه.
اعتقد انكم لن تتحدثوا مع الأمير سعود الفيصل حول تفاصيل هذا الموضوع. وكما تعلمون من التقرير اليومي الذي نرفعه اليكم، سيقابل شاه ايران، خلال ايام ومرة اخرى، مندوبي شركات النفط.. لن تريد أن تقول للأمير سعود الفيصل شيئا معينا عن المفاوضات بين ايران وشركات النفط. واذا اثار الأمير موضوع المفاوضات، يمكن ان تقول، في بساطة، انها مفاوضات بين حكومة ايران وشركات النفط. وليست هناك صلة لنا بها.. »
* الموضوع: التعاون الاستراتيجي - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس ريتشارد نيكسون - التاريخ: 25 ـ 6 ـ 1973
* «اتفقنا، بيل سايمون (وزير الخزانة)، وجورج شولتز (وزير العمل)، وأنا على ارسال وفد اقتصادي إلى السعودية، لبحث مواضيع اقتصادية لها صلة بالارتفاع الكبير في سعر النفط، والذي يتوقع ان يستمر لما بين خمس وعشر سنوات..
وزادت قوة الرأي الذي يقول بأننا يجب أن نضع اعتبارا لأجندة السعودية السياسية والاقتصادية.. وأن السعودية ستواجه ضغطا بعدم انتاج بترول أكثر لتلبية طلباتنا، اذا لم نغير سياستنا نحو المشكلة بين العرب وإسرائيل.
أضف الى هذا زيادة القلق السعودي بأننا نعتمد على ايران وعلى اسرائيل، لتحقيق اهدافنا في المنطقة. وكما تعلمون، يركز السعوديون في علاقتهم معنا على حماية انفسهم..
لهذا، اقترحت وزارة الخارجية ارسال وفد سياسي، قبل الوفد الاقتصادي، لمناقشة المواضيع الآتية:
اولا: المشكلة بين العرب واسرائيل: لن نقدر على تلبية كل المطالب السعودية. لكننا نقدر على ان نبرهن لهم اننا جادون، واننا مستعدون للتدخل أكثر لحل المشكلة. على شرط الا يلجأ الرئيس المصري انور السادات الى الحرب.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، أعلن السادات الحرب ضد اسرائيل، حرب اكتوبر).
ثانيا: النفط: سيبحث الوفد الاقتصادي تفاصيل مساعدة السعوديين للاستفادة من عائدات النفط المتزايدة. لكن، قبل ذلك، سيحاول الوفد السياسي تشجيع السعوديين لزيادة انتاج النفط لمواجهة الطلب الأميركي خلال الخمس والعشر سنوات القادمة.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، ومع إعلان الحرب ضد اسرائيل، تضامنت السعودية وبقية الدول العربية المصدرة للنفط، وأوقفت تصدير النفط الى اميركا وأوروبا)».
* الموضوع: الانسحاب الكامل - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: هنرى كيسنجر، وزير الخارجية - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973
* «نشكركم على خطابكم، بتاريخ 18 الجاري، الذي سلمنا له السفير جيمس ايكنز. والذي عبرتم فيه عن أحاسيسكم الودية نحونا. ونحن نرحب بأي لقاء معكم، ونرى ان مثل هذه الاجتماعات ضرورية، خاصة لأن امتنا العربية تمر بفترة صعبة في الوقت الحاضر..
وكان الاجتماع الأخير معكم مثمرا ومفيدا. وكان فرصة مناسبة لتبادل وجهات النظر، ولتوضيح نقاط كثيرة. ونحن سعدنا بالاخبار التي نقلتموها الينا عن تقدم المفاوضات بينكم وبين اخواننا السوريين. ونأمل ان تكون هذه بداية تعاون اكثر بين اميركا وسورية..
ونرجو منكم ان تعرفوا اننا نرغب رغبة حقيقية في أن تكلل جهودكم بالنجاح. وأيضا، لنقدر على التخلص من كل العراقيل امام علاقاتنا كدولتين صديقتين.
يمكن تحقيق ذلك بتلبية مطالب العرب، والتي يؤيدها المجتمع الدولي، وهي: أولا: انسحاب اسرائيل الى الحدود التي سبقت عدوانها على العرب يوم 5 ـ 6 ـ 1967. ثانيا: ضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ثالثا: تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.
نحن نأمل أن مؤتمر السلام الذي يعد له في الوقت الحاضر، سيكون بداية تدعو للتفاؤل لتحقيق هذه الأهداف.. ».
* الموضوع: سنة جديدة - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973
* «يسعدني أن انتهز فرصة عيد الكرسماس، وبداية عام ميلادي جديد، واتقدم لسعادتكم، وللشعب الأميركي الصديق، بأحر التهاني وأطيب التحيات. مع الأمل في علاقات اقوى بين شعبينا. ونعاهدكم بأننا سنبذل كل ما نستطيع لاستمرار وتقوية هذه العلاقات..
مع بداية سنة جديدة، يجب أن تلعب أميركا، تحت قيادتكم الحكيمة، دورا مهما لتحقيق السلام في كل العالم. واذا استعملتم نفوذ اميركا القوي، واذا بذلتم كل ما تستطيعون، بالتعاون مع دول كثيرة اخرى تريد التعاون معها، انا على ثقة بأنكم ستنجحون بعون من الله تعالي. وخاصة لأنكم ستحاولون حل مشاكل لها صلة بحقوق الانسان. وبتخليص شعوب من العبودية. مثل التي تمارسها حكومة الأقلية العنصرية في جنوب افريقيا (قبل حكومة الأغلبية السوداء بقيادة نلسون مانديلا). وروديسيا (قبل ان تستقل الأغلبية السوداء بقيادة موغابي، وتغير اسم البلد الى زمبابوي). وغيرهما.
ويمكن تطبيق نفس الشيء على فلسطين، حيث تمارس الصهيونية وعملاؤها ابغض انواع العنف بطرد السكان الأصليين من اراضيهم، وبالتوسع على حساب دول أخرى. ولا يقبل اي قانون سماوي، واي قانون بشري، مثل هذا. لكني، بقولي هذا، لا أريد أن اقلل، بأي صورة، من الخطوات التي تتخذونها الآن لحل هذه المشكلة..
وضعتنا مشيئة الله في الشرق الأوسط، ولهذا تلاحظون اننا مهتمون بمشاكله اكثر من غيره. وأنا لا اشك في انكم تبذلون كل ما تستطيعون لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. نعم، ارتكبت اميركا اخطاء في موضوع فلسطين. لكنى اريد ان انسى الماضي، وانظر نحو المستقبل. معتمدا على نيتكم الحسنة بالعمل لتحقيق انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب سنة 1967، واعطاء الشعب الفلسطيني حق العودة الى وطنه لتقرير مصيره بنفسه..
ادعو الله بأخلاص ليجعل سنة 1974 سنة رخاء ورحمة لكل الانسانية. وقريبا، بمشيئة الله، سنقدر على مد أيدي الصداقة والتعاون في كل المجالات مع الولايات المتحدة. وآمل، اعتمادا على الله، وعلى قدرتكم واخلاصكم، ان تزول، خلال الجزء الاول من السنة الميلادية الجديدة، السحابة العاصفة، وأن تعود الأمور الى ما كانت عليه.. ».
* الموضوع: الجبهة السورية - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 7 ـ 2 ـ 1974 «نشكركم على خطابكم، بتاريخ امس 6 ـ 2 ـ 1974، عن طريق السفير جيمس اكينز. ونقدر جهودكم التي اشرتم اليها لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. ونقدر التزام حكومتكم بالعمل لتحقيق هذا الهدف..
لا حظنا، في رضى، ان خطتكم بدأت في جني ثمارها على الضفة المصرية (فك الاشتباك مع القوات الاسرائيلية، وانسحابها بعد ان كانت عبرت قناة السويس نحو القاهرة). ونأمل في تحقيق تقدم مماثل على الضفة السورية (انسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي اضافية، بعد ان كانت تقدمت نحو دمشق). لا يوجد، في رأينا، فرق بين الجبهتين المصرية والسورية. ونحن نرى ان هناك صلة وثيقة بين الجبهتين.. كما ابلغتكم، بدأنا اتصالاتنا مع اخواننا العرب لإنهاء حظر ارسال النفط الى الولايات المتحدة. فعلنا ذلك بسبب تقديرنا الكامل للجهود التي قمتم بها لتحقيق السلام في المنطقة. وبسبب معرفتنا بوضعكم الحرج داخل الولايات المتحدة، اذا لم ينته حظر ارسال النفط..
لكن، كما تعرفون، رفض عرب آخرون الاتفاق معنا في ذلك، ونحن ملتزمون مع اخواننا العرب بقرار، لن يكن سهلا التنصل منه. ليس سهلا اقناعهم بإنهاء حظر ارسال النفط بدون فك الاشتباك بين القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان.
يقول اخواننا العرب، ان اسرائيل وافقت على فك الاشتباك في الجبهة المصرية، بسبب ضغوط من دول العالم لإعادة فتح قناة السويس لتسهيل الملاحة العالمية. وان العالم لا يهتم كثيرا بفك الاشتباك على الجبهة السورية. ويشمل ذلك الاتحاد السوفياتي، الذي يحرص اكثر على فتح قناة السويس لتسهيل مرور سفنه الى البحر الأحمر وجنوب آسيا. بالاضافة الى انه يفضل ان تظل جبهة الجولان ساخنة، حتى يستمر العرب في الاعتماد عليه، وفي شراء اسلحة منه.. ونحن أبلغنا سفيركم هنا بأن تبذلوا كل جهد قبل انعقاد مؤتمر وزراء النفط في طرابلس، في ليبيا، يوم 14 من الشهر الجاري. وذلك حتى يكون موقفنا في المؤتمر قويا. وحتى نقدر على منع كل من يريد عرقلة الوصول الى حل سريع لهذا الموضوع المهم.. ».
* الموضوع: نهاية حظر النفط - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيسكون - التاريخ: 2 ـ 4 ـ 1974
* «تسلمنا رسالتكم، بتاريخ 23 ـ 3 ـ 1974، التي عبرتم فيها عن امتنانكم لنهاية حظر إرسال النفط إلى الولايات المتحدة. ونحن نشكركم على أحاسيسكم المخلصة، وعلى مشاعركم النبيلة. وندعو الله تعالى أن يوفقكم في جهودكم لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون أن الوصول الى قرار استئناف ارسال النفط كان صعبا. لكن، قويت عزيمتنا، وزادت جهودنا، وكثرت اتصالاتنا، للوصول الى هذه النتيجة الايجابية بسبب ايماننا بدور الولايات المتحدة القوي. وبسبب ثقتنا بالوعود التي قدمتموها، ووزير خارجيتكم، في مناسبات كثيرة، بان الولايات المتحدة ملتزمة بالوصول الى سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون ان فترة الشهرين القادمين، حتى ينعقد مؤتمر وزراء النفط العرب، ستكون حاسمة. وذلك لأنكم يجب ان تقدروا على فك اشتباك القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان في سورية. لكن، عدم تحقيق ذلك سيضعنا في موقف حرج امام اخواننا العرب. وسيعرقل تطوير التعاون الاستراتيجي بين دولتينا الصديقتين.. نحن على ثقة كاملة بأن بعد نظركم، وحكمتكم، وتصميمكم ستتغلب على كل المصاعب. وان فك الاشتباك بين القوات السورية والاسرائيلية في الجولان (بعد حرب اكتوبر) سيكون الخطوة الاولى نحو انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي العربية.. »
* الموضوع: مساعدة مصر - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 11 ـ 7 ـ 1974
* «مؤخرا، اتجهت مصر، بقيادة الرئيس السادات، نحو الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وبسبب هذا، يفكر الاتحاد السوفياتي جديا في اعادة النظر في سياسته نحو مصر. ودليل على ذلك انه اجل زيارة وزير خارجية مصر الى موسكو، بعد ان كان في الماضي حريصا على مثل هذه الزيارات.. لأكثر من عشرين سنة، عمل الاتحاد السوفياتي لكسب الدول الدول العربية. وامد بعضها بالسلاح. واستغل انحياز الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل. لكن، عندما بدأت الولايات المتحدة تعديل سياستها، رحبت معظم الدول العربية بذلك، واظهرت صداقتها للولايات المتحدة.. زرتم بعض دول المنطقة مؤخرا. ولاحظتم الاستقبالات العظيمة التي لقيتموها. ولا شك انكم لاحظتم ان ما حققتموه خلال شهور قصيرة (منذ نهاية حرب اكتوبر) يزيد على ما حققه الاتحاد السوفياتي خلال اكثر من عشرين سنة.
لكن، لا بد ان تبادروا بمساعدة هذه الدول العربية التي تريد صداقتكم. ولا بد من العمل لحل مشاكلها.. تعلمون ان جميع الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة في مصر مصدرها الاتحاد السوفياتي. وتعلمون أن هذه الأسلحة تحتاج الى قطع غيار، والى صيانة. لكن، بعد ان غيرت مصر سياستها، سيوقف الاتحاد السوفياتي حتما تعاونه معها. وسيظهر قريبا تذمر وسط القوات المصرية المسلحة.
اضف الى هذا ان تأخير تحقيق السلام في المنطقة سيخلق بلبلة في افكار الشعب العربي، وستنعكس الآثار السيئة لذلك على استقرار المنطقة كلها...
لهذا، نرجو ان تزودوا مصر بالأسلحة التي تحتاج لها. ونرجو ان تستمروا في جهود تحقيق السلام في المنطقة.. ». * الحلقة القادمة: محضر اجتماع الملك فيصل مع كيسنجر في الرياض
إعداد محمد علي صالح
في الشهر الماضي، رفعت دار الوثائق الوطنية في واشنطن، السرية عن وثائق من عهد ادارة الرئيس نيكسون (1968 ـ 1974). عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتبدأ «الشرق الأوسط» اعتبارا من اليوم في نشر حلقات من قراءات اجرتها في الوثائق التي تكشف كنزا من المعلومات، وتبدأ بوثائق عن العلاقات السعودية ـ الأميركية. وبينها خطابات الملك فيصل الى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، ومحاضر اجتماعات اخرى بين مسؤولين سعوديين وعرب واميركيين ومحاضر اجتماعات بين الملك فيصل وهنري كيسنجر في الرياض، والدور السعودي في تقريب العلاقات بين واشنطن والقاهرة بعد حرب 1973. كانت تلك سنوات حرب اكتوبر، عندما هاجمت مصر وسورية اسرائيل، لاسترجاع اراضيهما المحتلة. وعندما تضامنت الدول العربية، واوقفت تصدير النفط الى أميركا وأوروبا (سنة 1973). وعندما وقعت مصر وسورية في جانب واسرائيل في الجانب الآخر اتفاقيات فك الاشتباك. وعندما استأنفت الدول العربية ارسال النفط (سنة 1974). وعندما بدأ التعاون الاستراتيجي بين السعودية واميركا (سنة 1974).
وأكد العاهل السعودي الراحل الملك فيصل، وكرر، في خطاباته الى نيكسون، وفي اجتماعه مع وزير خارجيته، هنري كيسنجر، الموقف السعودي بوجوب انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب سنة 1967. وربط الملك فيصل بين ذلك وبين استئناف إرسال النفط. وربط بين ذلك وبين انسحاب اسرائيل من الأراضي الإضافية التي احتلتها في حرب اكتوبر (مفاوضات فك الاشتباك).
وهذه مقتطفات من بعض خطابات الملك فيصل الى نيسكون. (كل الخطابات باللغة العربية. وتبدأ باسم الله الرحمن الرحيم. وتنتهي بالتاريخ الهجري والميلادي، وبتوقيع جلالته. ويستعمل أحيانا «انا»، وأحيانا «نحن»).
وفي البداية، خطابان من هنري كيسنجر الى الرئيس نيكسون كخلفية تاريخية، تشرح خطابات الملك فيصل الى نيكسون:
* الموضوع: زيارة سعود الفيصل (نائب وزير النفط) - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس - ريتشارد نيكسون - التاريخ: 23 ـ 2 ـ 1973
* «ستقابلون غدا الأمير سعود الفيصل (نائب وزير البترول). وتذكرون انكم قابلتموه في الصيف الماضي خلال المفاوضات، بقيادة السعودية، بين الدول المصدرة للنفط (اوبك) وشركات النفط. في ذلك الوقت، تم التوقيع على اتفاقية رسمت الطريق للمستقبل البعيد للعلاقات بين السعودية والكويت وقطر في جانب، وشركات النفط في الجانب الآخر.
لكن، في الوقت الحاضر، صار الموضوع الرئيسي هو المفاوضات حول قرار شاه ايران بتغيير العلاقة مع شركات النفط. وفي اهتمام، ينظر السعوديون الى تلك المفاوضات. وقالوا لنا انهم سيعيدون النظر في اتفاقيتهم مع شركات النفط، اذا حصل شاه ايران على عرض افضل مما حصلوا هم عليه.
اعتقد انكم لن تتحدثوا مع الأمير سعود الفيصل حول تفاصيل هذا الموضوع. وكما تعلمون من التقرير اليومي الذي نرفعه اليكم، سيقابل شاه ايران، خلال ايام ومرة اخرى، مندوبي شركات النفط.. لن تريد أن تقول للأمير سعود الفيصل شيئا معينا عن المفاوضات بين ايران وشركات النفط. واذا اثار الأمير موضوع المفاوضات، يمكن ان تقول، في بساطة، انها مفاوضات بين حكومة ايران وشركات النفط. وليست هناك صلة لنا بها.. »
* الموضوع: التعاون الاستراتيجي - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس ريتشارد نيكسون - التاريخ: 25 ـ 6 ـ 1973
* «اتفقنا، بيل سايمون (وزير الخزانة)، وجورج شولتز (وزير العمل)، وأنا على ارسال وفد اقتصادي إلى السعودية، لبحث مواضيع اقتصادية لها صلة بالارتفاع الكبير في سعر النفط، والذي يتوقع ان يستمر لما بين خمس وعشر سنوات..
وزادت قوة الرأي الذي يقول بأننا يجب أن نضع اعتبارا لأجندة السعودية السياسية والاقتصادية.. وأن السعودية ستواجه ضغطا بعدم انتاج بترول أكثر لتلبية طلباتنا، اذا لم نغير سياستنا نحو المشكلة بين العرب وإسرائيل.
أضف الى هذا زيادة القلق السعودي بأننا نعتمد على ايران وعلى اسرائيل، لتحقيق اهدافنا في المنطقة. وكما تعلمون، يركز السعوديون في علاقتهم معنا على حماية انفسهم..
لهذا، اقترحت وزارة الخارجية ارسال وفد سياسي، قبل الوفد الاقتصادي، لمناقشة المواضيع الآتية:
اولا: المشكلة بين العرب واسرائيل: لن نقدر على تلبية كل المطالب السعودية. لكننا نقدر على ان نبرهن لهم اننا جادون، واننا مستعدون للتدخل أكثر لحل المشكلة. على شرط الا يلجأ الرئيس المصري انور السادات الى الحرب.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، أعلن السادات الحرب ضد اسرائيل، حرب اكتوبر).
ثانيا: النفط: سيبحث الوفد الاقتصادي تفاصيل مساعدة السعوديين للاستفادة من عائدات النفط المتزايدة. لكن، قبل ذلك، سيحاول الوفد السياسي تشجيع السعوديين لزيادة انتاج النفط لمواجهة الطلب الأميركي خلال الخمس والعشر سنوات القادمة.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، ومع إعلان الحرب ضد اسرائيل، تضامنت السعودية وبقية الدول العربية المصدرة للنفط، وأوقفت تصدير النفط الى اميركا وأوروبا)».
* الموضوع: الانسحاب الكامل - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: هنرى كيسنجر، وزير الخارجية - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973
* «نشكركم على خطابكم، بتاريخ 18 الجاري، الذي سلمنا له السفير جيمس ايكنز. والذي عبرتم فيه عن أحاسيسكم الودية نحونا. ونحن نرحب بأي لقاء معكم، ونرى ان مثل هذه الاجتماعات ضرورية، خاصة لأن امتنا العربية تمر بفترة صعبة في الوقت الحاضر..
وكان الاجتماع الأخير معكم مثمرا ومفيدا. وكان فرصة مناسبة لتبادل وجهات النظر، ولتوضيح نقاط كثيرة. ونحن سعدنا بالاخبار التي نقلتموها الينا عن تقدم المفاوضات بينكم وبين اخواننا السوريين. ونأمل ان تكون هذه بداية تعاون اكثر بين اميركا وسورية..
ونرجو منكم ان تعرفوا اننا نرغب رغبة حقيقية في أن تكلل جهودكم بالنجاح. وأيضا، لنقدر على التخلص من كل العراقيل امام علاقاتنا كدولتين صديقتين.
يمكن تحقيق ذلك بتلبية مطالب العرب، والتي يؤيدها المجتمع الدولي، وهي: أولا: انسحاب اسرائيل الى الحدود التي سبقت عدوانها على العرب يوم 5 ـ 6 ـ 1967. ثانيا: ضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ثالثا: تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.
نحن نأمل أن مؤتمر السلام الذي يعد له في الوقت الحاضر، سيكون بداية تدعو للتفاؤل لتحقيق هذه الأهداف.. ».
* الموضوع: سنة جديدة - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973
* «يسعدني أن انتهز فرصة عيد الكرسماس، وبداية عام ميلادي جديد، واتقدم لسعادتكم، وللشعب الأميركي الصديق، بأحر التهاني وأطيب التحيات. مع الأمل في علاقات اقوى بين شعبينا. ونعاهدكم بأننا سنبذل كل ما نستطيع لاستمرار وتقوية هذه العلاقات..
مع بداية سنة جديدة، يجب أن تلعب أميركا، تحت قيادتكم الحكيمة، دورا مهما لتحقيق السلام في كل العالم. واذا استعملتم نفوذ اميركا القوي، واذا بذلتم كل ما تستطيعون، بالتعاون مع دول كثيرة اخرى تريد التعاون معها، انا على ثقة بأنكم ستنجحون بعون من الله تعالي. وخاصة لأنكم ستحاولون حل مشاكل لها صلة بحقوق الانسان. وبتخليص شعوب من العبودية. مثل التي تمارسها حكومة الأقلية العنصرية في جنوب افريقيا (قبل حكومة الأغلبية السوداء بقيادة نلسون مانديلا). وروديسيا (قبل ان تستقل الأغلبية السوداء بقيادة موغابي، وتغير اسم البلد الى زمبابوي). وغيرهما.
ويمكن تطبيق نفس الشيء على فلسطين، حيث تمارس الصهيونية وعملاؤها ابغض انواع العنف بطرد السكان الأصليين من اراضيهم، وبالتوسع على حساب دول أخرى. ولا يقبل اي قانون سماوي، واي قانون بشري، مثل هذا. لكني، بقولي هذا، لا أريد أن اقلل، بأي صورة، من الخطوات التي تتخذونها الآن لحل هذه المشكلة..
وضعتنا مشيئة الله في الشرق الأوسط، ولهذا تلاحظون اننا مهتمون بمشاكله اكثر من غيره. وأنا لا اشك في انكم تبذلون كل ما تستطيعون لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. نعم، ارتكبت اميركا اخطاء في موضوع فلسطين. لكنى اريد ان انسى الماضي، وانظر نحو المستقبل. معتمدا على نيتكم الحسنة بالعمل لتحقيق انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب سنة 1967، واعطاء الشعب الفلسطيني حق العودة الى وطنه لتقرير مصيره بنفسه..
ادعو الله بأخلاص ليجعل سنة 1974 سنة رخاء ورحمة لكل الانسانية. وقريبا، بمشيئة الله، سنقدر على مد أيدي الصداقة والتعاون في كل المجالات مع الولايات المتحدة. وآمل، اعتمادا على الله، وعلى قدرتكم واخلاصكم، ان تزول، خلال الجزء الاول من السنة الميلادية الجديدة، السحابة العاصفة، وأن تعود الأمور الى ما كانت عليه.. ».
* الموضوع: الجبهة السورية - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 7 ـ 2 ـ 1974 «نشكركم على خطابكم، بتاريخ امس 6 ـ 2 ـ 1974، عن طريق السفير جيمس اكينز. ونقدر جهودكم التي اشرتم اليها لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. ونقدر التزام حكومتكم بالعمل لتحقيق هذا الهدف..
لا حظنا، في رضى، ان خطتكم بدأت في جني ثمارها على الضفة المصرية (فك الاشتباك مع القوات الاسرائيلية، وانسحابها بعد ان كانت عبرت قناة السويس نحو القاهرة). ونأمل في تحقيق تقدم مماثل على الضفة السورية (انسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي اضافية، بعد ان كانت تقدمت نحو دمشق). لا يوجد، في رأينا، فرق بين الجبهتين المصرية والسورية. ونحن نرى ان هناك صلة وثيقة بين الجبهتين.. كما ابلغتكم، بدأنا اتصالاتنا مع اخواننا العرب لإنهاء حظر ارسال النفط الى الولايات المتحدة. فعلنا ذلك بسبب تقديرنا الكامل للجهود التي قمتم بها لتحقيق السلام في المنطقة. وبسبب معرفتنا بوضعكم الحرج داخل الولايات المتحدة، اذا لم ينته حظر ارسال النفط..
لكن، كما تعرفون، رفض عرب آخرون الاتفاق معنا في ذلك، ونحن ملتزمون مع اخواننا العرب بقرار، لن يكن سهلا التنصل منه. ليس سهلا اقناعهم بإنهاء حظر ارسال النفط بدون فك الاشتباك بين القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان.
يقول اخواننا العرب، ان اسرائيل وافقت على فك الاشتباك في الجبهة المصرية، بسبب ضغوط من دول العالم لإعادة فتح قناة السويس لتسهيل الملاحة العالمية. وان العالم لا يهتم كثيرا بفك الاشتباك على الجبهة السورية. ويشمل ذلك الاتحاد السوفياتي، الذي يحرص اكثر على فتح قناة السويس لتسهيل مرور سفنه الى البحر الأحمر وجنوب آسيا. بالاضافة الى انه يفضل ان تظل جبهة الجولان ساخنة، حتى يستمر العرب في الاعتماد عليه، وفي شراء اسلحة منه.. ونحن أبلغنا سفيركم هنا بأن تبذلوا كل جهد قبل انعقاد مؤتمر وزراء النفط في طرابلس، في ليبيا، يوم 14 من الشهر الجاري. وذلك حتى يكون موقفنا في المؤتمر قويا. وحتى نقدر على منع كل من يريد عرقلة الوصول الى حل سريع لهذا الموضوع المهم.. ».
* الموضوع: نهاية حظر النفط - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيسكون - التاريخ: 2 ـ 4 ـ 1974
* «تسلمنا رسالتكم، بتاريخ 23 ـ 3 ـ 1974، التي عبرتم فيها عن امتنانكم لنهاية حظر إرسال النفط إلى الولايات المتحدة. ونحن نشكركم على أحاسيسكم المخلصة، وعلى مشاعركم النبيلة. وندعو الله تعالى أن يوفقكم في جهودكم لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون أن الوصول الى قرار استئناف ارسال النفط كان صعبا. لكن، قويت عزيمتنا، وزادت جهودنا، وكثرت اتصالاتنا، للوصول الى هذه النتيجة الايجابية بسبب ايماننا بدور الولايات المتحدة القوي. وبسبب ثقتنا بالوعود التي قدمتموها، ووزير خارجيتكم، في مناسبات كثيرة، بان الولايات المتحدة ملتزمة بالوصول الى سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون ان فترة الشهرين القادمين، حتى ينعقد مؤتمر وزراء النفط العرب، ستكون حاسمة. وذلك لأنكم يجب ان تقدروا على فك اشتباك القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان في سورية. لكن، عدم تحقيق ذلك سيضعنا في موقف حرج امام اخواننا العرب. وسيعرقل تطوير التعاون الاستراتيجي بين دولتينا الصديقتين.. نحن على ثقة كاملة بأن بعد نظركم، وحكمتكم، وتصميمكم ستتغلب على كل المصاعب. وان فك الاشتباك بين القوات السورية والاسرائيلية في الجولان (بعد حرب اكتوبر) سيكون الخطوة الاولى نحو انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي العربية.. »
* الموضوع: مساعدة مصر - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 11 ـ 7 ـ 1974
* «مؤخرا، اتجهت مصر، بقيادة الرئيس السادات، نحو الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وبسبب هذا، يفكر الاتحاد السوفياتي جديا في اعادة النظر في سياسته نحو مصر. ودليل على ذلك انه اجل زيارة وزير خارجية مصر الى موسكو، بعد ان كان في الماضي حريصا على مثل هذه الزيارات.. لأكثر من عشرين سنة، عمل الاتحاد السوفياتي لكسب الدول الدول العربية. وامد بعضها بالسلاح. واستغل انحياز الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل. لكن، عندما بدأت الولايات المتحدة تعديل سياستها، رحبت معظم الدول العربية بذلك، واظهرت صداقتها للولايات المتحدة.. زرتم بعض دول المنطقة مؤخرا. ولاحظتم الاستقبالات العظيمة التي لقيتموها. ولا شك انكم لاحظتم ان ما حققتموه خلال شهور قصيرة (منذ نهاية حرب اكتوبر) يزيد على ما حققه الاتحاد السوفياتي خلال اكثر من عشرين سنة.
لكن، لا بد ان تبادروا بمساعدة هذه الدول العربية التي تريد صداقتكم. ولا بد من العمل لحل مشاكلها.. تعلمون ان جميع الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة في مصر مصدرها الاتحاد السوفياتي. وتعلمون أن هذه الأسلحة تحتاج الى قطع غيار، والى صيانة. لكن، بعد ان غيرت مصر سياستها، سيوقف الاتحاد السوفياتي حتما تعاونه معها. وسيظهر قريبا تذمر وسط القوات المصرية المسلحة.
اضف الى هذا ان تأخير تحقيق السلام في المنطقة سيخلق بلبلة في افكار الشعب العربي، وستنعكس الآثار السيئة لذلك على استقرار المنطقة كلها...
لهذا، نرجو ان تزودوا مصر بالأسلحة التي تحتاج لها. ونرجو ان تستمروا في جهود تحقيق السلام في المنطقة.. ». * الحلقة القادمة: محضر اجتماع الملك فيصل مع كيسنجر في الرياض
مواضيع مماثلة
» سندات مهمة 2
» سندات جد مهمة
» سندات حول سقوط الاتحاد السوفياتي
» سندات حول اسس التنوع البيئي
» سندات حول المواجهة العسكرية الاولى
» سندات جد مهمة
» سندات حول سقوط الاتحاد السوفياتي
» سندات حول اسس التنوع البيئي
» سندات حول المواجهة العسكرية الاولى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى